الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الثامن من آذار عيد المرأة العالمي

 في البدء , أتقدم باسمي , وبإسم الهيئة الأدارية , والهيئة العامة للرابطة المندائية للثقافة والفنون , بأرق وأصدق التهاني المخلصة والمحبة والوفاء , للمرأة المندائية , أُماً وزوجةً وحبيبةً وبنتاً, ورفيقة درب , متمنياً لها الأمان وراحة البال والنجاح الدائم في حياتها , كما احيي وأبارك المرأة العراقية الصابرة , وهي تواجه شتى الجرائم ومنغصات الحياة , من قتلٍ وسبيٍ و اغتصابٍ وتمييزٍ رجعي ,  على يد حكام الأسلام السياسي المتخلفين , وقوى الأرهاب الداعشي المجرم , اضافةً الى النظرة الدونية لها , في المجتمع الذكوري وقوانينه المتسلطة على رقاب الجميع . كما احيي نضال المرأة في ارجاء المعمورة , من اجل المساواة والحرية , وإلغاء النظرة الدونية لها والتمييز ضدها , حتى في الدول التي تدعي التقدم والديمقراطية .

وبهذه المناسبة المجيدة , انقل لكم صورتين ايجابيتين لمناضلتين عراقيتين :

الصورة الأولى للمناضلة الكبيرة , الفقيدة زكية خليفة ,,,, بعد انقلاب 17/تموز/1968 , وعودة البعثيين للسلطة , والأجراءات الأيجابية الأولى , التي حاولوا من خلالها , تبييض وجههم الشباطي الدموي الأسود , ومن تلك الأجراءات , اطلاق سراح السجناء السياسيين واعادة المفصولين الى وظائفهم .... عادت المناضلة زكية خليفة الى دار الأذاعة والتلفزيون العراقي , حيث كانت موظفة قبل انقلاب شباط الأسود .... وكان المدير العام للإذاعة والتلزيون , التافه محمد سعيد الصحاف " ابو العلوج " .

بعد أشهر حلت الذكرى المشؤومة , ذكرى 8/شباط/1963 , وقد اعد الصحاف برنامجاً خاصاً لذكرى " عروس الثورات" !!!!

وطلب من المناضلة زكية , ان تقدمه , استفزازاً وتشفياً , فرفضت تقديمه , والح عليها , باعتباره الآمر الناهي , إلا ان الحاحه , اصطدم برفضها الحازم ... وبمزيد من اصراره ورفضها , طلب منها مبرراً لرفضها تقديم البرنامج , فأجابته بوضوح تام , " انني لا احترم هذه المناسبة , ولستُ مستعدةً لتقديم أي شيئ هذا اليوم " , كما طلبت منه ورقةً , لتقديم استقالتها ....ترجع الصحاف مهزوماً , أمام اصرارها , واستعدادها لتحمل مسؤولية موقفها الجريئ هذا .

أما الصورة الثانية , فهي لزوجتي " ام زيدون " علية حسين سالم المراني ,,,, لقد غادرت سجن النساء يوم 6/4/1964 ,

بعد انتهاء محكوميتها , وبعد ضغوط ومساومات لتقديم البراءة من الحزب الشيوعي , صدر عليها الحكم بالسجن سنة وفصلها من الوظيفة , ووضعها تحت مراقبة الشرطة لسنة اخرى , وحيث انها قد امضت اكثر من سنة في السجن , فقد اطلق سراحها فوراً .... في اليوم الثاني كان عليها ان تراجع أقرب مركز شرطة , لترتيب موضوع المراقبة , للحضور هناك ثلاث مرات يومياً للتوقيع , وكان مركز شرطة البياع هو الأقرب .... ان وضعها تحت المراقبة , كان عائقاً للَّم شمل العائلة , إذ انني كنت محكوماً غيابياً عشر سنوات , ولا يمكن ان نعيش سويةً .... سكنتْ في دار اهلها في القادسية ,

مقابل جامع أم الطبول . كان عليها ان تعبر الشارع لتأخذ سيارات الأجرة ( الفوردات , علاوي الحلة-دورة ) , والعودة من مركز الشرطة الى دار اهلها ....مرَّ اسبوع على هذه الحالة , فلاحظت بنباهتها , ان سواق الفوردات ومساعديهم

( السكنية ) , راحوا يتغامزون ويبتسمون حين يجدونها بنفس المكان , وتنزل امام مركز شرطة البياع , ازعجتها تلك الحركات وقررت ان تواجهها ....وما ان اخذت مكانها في السيارة , وبعد ان لاحظت نفس الحركات والنظرات السيئة ,

وقفت قائلةً : " اخواني اسمعوني , أنا سجينة سياسية , سُجنت لأنني كنت ادافع عن اخواتكم وزوجاتكم وامهاتكم وبناتكم ,

طلعت " غادرت " من السجن قبل اسبوع , وعليَ حكم آخر , ان ابقى تحت مراقبة الشرطة لمدة سنة ثانية , اي انكم سترونني يومياً ثلاث مرات , وأنا اذهب الى شرطة البياع للتوقيع , لأثبت لهم انني موجودة , فلا تشط بكم الأفكار الخاطئة  " . جلست ترتجف من شدة الأنفعال , تمتم بعض الركاب بشتم النظام , وساد الصمت  , قطعه السائق مخاطباً مساعده " لا تاخذ اجرة من الأخت " , فردت عليه " انني لا أريد مساعدة من احد , لكنني اريد ان تفهموا سبب ذهابي لمركز الشرطة يومياً , وسترونني يومياً لمدة سنة " . انتشر حديثها بين سواق خط ( علاوي الحلة - دورة ), راحوا يستقبلونها بكل احترام وتفهم .

هذه صور مشرقة من نضال المرأة العراقية الباسلة , وهي مازالت تخوض هذا النضال المشرف الى جانب اخيها الرجل , لبناء الدولة المدنية الديمقراطية .

  كتب بتأريخ :  الخميس 09-03-2017     عدد القراء :  2349       عدد التعليقات : 0