الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سياسة المراوغة والخداع تعيش عصرها الذهبي

احزاب نظام المحاصصة الطائفية , فقدت صوابها وخرجت عن جادة الطريق الصائب  , حينما انفتحت امامها مغارة ( علي بابا ) افتح ياسمسم , وغرفت الذهب والفضة والدولار . واضاع عقلها وصوابها جنة المال وبريق الدولار , فكرست كل حهدها وعقلها وشاغلها الاول والاخير  , في الغرف والشفط والعلس والحواسم , طالما هي ربة الدار ,  في الكعكة العراقية . هذا جعلها ان تسلك سلوك  المراوغة والخداع في نهجها السياسي اليومي , مما انتجوا الارهاب الدموي من رحمهم بامتياز . وتركوا معالجة التركة الثقيلة , التي ورثوها من نظام صدام حسين الساقط . واصبحوا مبدعين في اختلاق الفتن والنعرات الطائفية , والصراع العنيف في تقسيم العراق , بالفرهدة والغنائم , , وخلق حواجز من الشقاق والكراهية والتخندق , بين المكونات العراق الرئيسية ( الشيعة . السنة . الاكراد ), ولم تجهد وتسعى الى ايجاد قاعدة مشتركة في  المصالح مشتركة  تحت خيمة الوطن , بمعالجة المشاكل والمعضلات , التي تركها نظام السابق , في نهجه الشوفيني العنصري , في اسلوب التغيير الديموغرافي , في الاقتطاع وتصغير محافظات وتكبير محافظات اخرى , في اراضيها الادارية , وكان الخاسر الاكبر , من هذه المتغيرات الادارية , هو المكون الشيعي والكردي . وكان المفروض في اول مهمات العهد الجديد , معالجة وتصفية هذه المشاكل , بالمعالجة الصحيحة تحت خيمة الوطن , وارجاع هذه المظالم الى اصحابها الشرعيين , وكان العلاج السليم الوحيد , الذي يقرب هذه المكونات الثلاثة مع بعضها  اكثر من السابق , هو الاعتراف بسلطة قانون  الاقاليم , وحل مشاكل المناطق المتنازع عليها , في اسلوب الذي  يخدم الوطن ,  ويسد الباب من الكثير من المشاكل العويصة . لكن هذه الاحزاب الطائفية الحاكمة , سلكت طريقاً اخر , محفوف بالالغام والمخاطر , اسلوب المراوغة والخداع , في اسلوب ثعلبي منحرف , سرعان ما تأزمت المشاكل اكثر من الماضي , وتأزمت  العلاقة الى الاسوأ بين المكونات الثلاثة , فقد اصبحت مأزومة بالتأزم , بفقدان الرؤية بالبصر والبصيرة , وعمقت الخلافات الخطيرة , في النهج السياسي , الذي يعتمد على اقتناص الفرص بالابتزاز , والايقاع بالاخر . وبالتالي اصبحت هذه المكونات الثلاثة وتوابعها , تدفع الثمن الباهظ , بالارهاب الدموي العنيف والحقد الاعمى , بعدم هضم احدهما الاخر , كأنه عدو رقم واحد . هذه السياسة العوجاء والعمياء, دليل ساطع , وبراهان دامغ , بأن هذه الاحزاب الطائفية , لا تملك رؤية ناضجة وواعية لمشاكل العراق , لا تملك حلول ومعالجة , والخطط السياسية , تهدف الى لم شمل  اللحمة العراقية في افق الانفراج  , انها لم تستوعب دروس الماضي والحاضر , وهي عاجزة تماماً , عن ايجاد حلول عملية مقنعة وواقعية , من شأنها تخفف معاناة ومشاكل المواطنين ,  وتخفيف حدة توتر الاحتقان والتخندق , بين المكونات الثلاثة , وبالتالي هي عاجزة عن ايجاد , انتاج الحلول المقنعة , بل انها تنطلق من مصالح ضيقة , تعمل على تأزيم  الاوضاع بالتوترات الخطيرة , وهي قابلة الى الاشتعال في اية لحظة . يعني شطب الحلول التي تؤدي الى رص الخيمة الوطنية , لانها لا تؤمن بالعمل الديموقراطي , في الحوار والتفاهم والتشاور , لا تؤمن بالافق المشترك  بالمصالح الوطنية , وهذه علة العلل في النظام المحاصصة الطائفية , الذي يضع مصالح الطائفة فوق مصالح الوطن , والايغال بالعجز والفشل , يسمحون للاخرين من الدول الجوار ( ايران وتركيا ) ان تتدخل بالشؤون الداخلية العراقية , بشكل صلف وعدوانية  , من اجل تأجيج المشاكل الداخلية , نحو الاقتتال الداخلي واشعال الفتن . مثلاً رفع علم كردستان فوق محافظة كركوك , ما شأن التدخل ( الايراني التركي ) رغم انها مشكلة داخلية , عراقية صرفة والحل يكون عراقياً صرفاً , لكن هذه  الاحزاب الحاكمة اسيرة التأثيرات من دول الجوار ( ايران وتركيا ) لانها تعتبرها خط احمر , وسد دفاعي منيع  لها , حتى لا تمتد شرارته  الى داخل اراضيها , مثلا تركيا ترفض بقوة فكرة الحكم الذاتي لاكراد تركيا . وايران ترفض الحكم الذاتي للعرب في اقليم الاحواز , وكذلك في  اقليم كردستان ايران , مما تدفع ايران الاحزاب الشيعية , وهي تمثل ثقل قبة الميزان , على عدم الاعتراف بسلطة الاقاليم , وتعرقل اقرار  قانون الاقاليم , المفترض ان يكون القانون الاول في العهد الجديد , وهو حق مشروع للمكونات الثلاثة , هذه السياسة العمياء ,  والمنصاعة لارادة ايران كلياً , بأن تجعل المكون الشيعي , كبش فداء , ينقاد بسهولة الى مسالخ الذبح , ويرسل الى مناطق ليس لهم ناقة ولا جمل . ان الحلول والمعالجة الجذرية لمشاكل وازمات العراق , تتمثل بأزالة نظام المحاصصة الطائفية المقيت والسيء الصيت والسمعة , وهذا مرتبط مباشرة بأزالة هذه الاحزاب الطائفية , وهنا تكمن الصعوبة والمحال , لذلك يظل العراق مشروع لسفك الدماء الغزيرة اضافية   .............................. .. والله يستر العراق من الجايات !!

  كتب بتأريخ :  الجمعة 07-04-2017     عدد القراء :  2997       عدد التعليقات : 0