الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
هل سنغرس أغصان الشعانين في حقولنا من جديد ؟

منذ الصباح لأحد الشعانين نهضت مبكرا وتوجهت الى كنيستي التي أستعدت للأحتفال بأحد الشعانين يوم دخول ملك السلام الى أورشليم وعلى طول الطريق من بيتي وحتى الكنيسة كانت الجموع تتوافد بخطوات سريعة نساءا وأطفالا شيبة وشبابا الى كنائسنا الثلاثة في بلدتنا الآمنة برطلي لتحتفل في هذا اليوم المجيد بذكرى عزيزة على قلوب محبي السلام والحرية والتآخي بدا الأحتفال والوجوه مبتسمة والكنائس مكتضة حتى الأبواب الرئيسية التي أغلقها الواقفون فيها وهم يشاركون الأحتفال , أنتهى الأحتفال الديني وبدأ الأحتفال الشعبي فكل واحد منا توجه الى المكان المخصص لتوزيع أغصان الزيتون كي يحصل على العدد الذي يطلبه ومن ثم يتوجه الى منزله ليضع واحدا في ركن من أركان البيت ليبارك بيته ومن ثم وبعد تناول الفطور تتوجه الجموع الى خارج البلدة الى حقولنا الزاهية الخضراء ليغرسوا فيها الغصن المبارك كي يكون المحصول مباركا ووافرا !!!!! كان هذا قبل مئات السنين وقبل الهجوم البربري للقتلة المجرمين التكفيريين على بلدتنا برطلي وباقي بلدات شعبنا الآمن ليهجروا من ديارهم الى أصقاع الأرض تاركين مساكنهم وأموالهم وأملاكهم وكنائسهم وحقولهم مجبرين على ذلك مفضلين دينهم وأيمانهم بالمخلص وملك السلام السيد المسيح الفادي على كل شيء حدث هذا قبل 3 سنوات تقريبا ولازال الحدث المؤلم ساريا حتى اليوم حتى يوم الشعانين الذي تأمل شعبنا خيرا حين تحررت برطلي وباقي بلداتنا من دنس المجرمين التكفيريين عصابات داعش منتظرين العودة السريعة لديارهم كي يزرعوا حقولهم وتخضَر من جديد كي يأتي الشعانين ويغرسوا أغصان الزيتون والآس في مزارعهم ! لكن للأسف هذا لم يتحقق والسبب مجهول لحد اليوم ولا من مجيب على أستفساراتنا عن عدم عودة أهلنا الى بلداتهم وديارهم .

في هذا اليوم المبارك وبعد أسبوع سيحل علينا عيد القيامة المجيد نتسائل :

متى سيعود أهلنا الى بلداتهم التي تحررت من عصابات داعش منذ أكثر من 5 أشهر ؟؟

متى سيعود الأمل الى أهلنا لمواصلة حياتهم الطبيعية ظمن حقهم الدستوري في العيش على أرض الآباء والأجداء بحرية وأمان وسلام .؟

متى سيشعر أبناء شعبنا بأنهم أحد المكونات الرئيسية بل المكون الرئيسي لشعب العراق .؟

متى سيعود أهلنا المهجرين والذين هاجروا الى البلدان المجاورة منذ ما يقارب الثلاث سنوات دون أمل لهم بالعيش الكريم في بلدان الأستيطان الجديدة التي يحلمون بها وأن لم يحصل هذا فالعودة الى بلداتهم وديارهم سيكون الخيار الأخير لهم .؟

وأخيرا متى سيعاود أهلنا غرس أغصان الزيتون في يوم الشعانين في حقولهم ومزارعهم كي تعود الحياة الى طبيعتها بعد المعاناة الكبيرة والمأساة التي حلت ببلداتنا وأبناء شعبنا المسالم .

9/4/2017

  كتب بتأريخ :  الإثنين 10-04-2017     عدد القراء :  2541       عدد التعليقات : 0