الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جلاد يستورثنا من جلاد...

الى اين يدفعون العراق وجنازته على كتفه, انه السؤال الأصعب في معادلة مجهولها المصير, الجواب جرح يذكرنا ببكاء الدم الساخن على الأرصفة وشهية الجلادين عندما يخلطون الأوراق مجزرة ثم يعيدون اقتسام الضحايا بعدالة الفأس ويسرقون وطناً من عيون الناس.

ـــ  العراقيون تعلموا الدرس الأخير من مأساتهم, عندما يتبادل الجلاد والجلاد ادوارهما يخلعا ثوب الطغيان ويتبادلا ادواته, الأحتلال عام 2003 كان تغييراً في الأدوار حيث استورث الجلاد الأسلامي وظيفته من جلاد قومي سبقه تماماً كما استورث العباسيون مظالم الأمويين وفسادهم, غداً  سيستورثنا جلاد آخر عندما تستهلك امريكا دور الأسلامي وترمى مرحلته على القارعة, سوف لن نرى انفراج وطني في نهاية النفق ان لم ينفجر صبر النفس الآخير عن تغيير من صميم المعاناة, تلك هوية الصراع الراهن بين مشاريع الأطماع الدولية الأقليمية وبين المشروع الوطني العراقي.

ـــ  امريكا وباء اصاب فينا الصميم واستقر فتنة حرب على انفسنا, في الخاصرة خناجرها احزاب اسلامية بعضها مصمم للفساد وبعضها للأرهاب ومراجع صادرت حقوق الله والقابه وتركته اسيراً في ثقوب جدار ضياعنا, كسرب نمل فاقدين الرشد في مسيرات بين احلام مقدسة وجوع مقدس.

ـــ  فينا ايران جعلت عراقنا مزرعة لتدجين احزابها على التبعية لتؤذن لنا تصريحات عبر اكثر من خمسين فضائية مصممة لأئتلاف المتبقي من وعينا, نستقبل مصالحها المتمذهبة مخدرين بالكآبة والحزن المؤبد, للسعودية فينا اكثر من صبي يستيقضون على توقيت اجندتها ويطلقون تصريحاتهم (كبول بعيرها), مروا سرايا لعاشورا وجيش للأمام واستقروا فينا اوجاع كرامة وتشويهات اذلال وعلى جدران مكاتب الشهيد بقايا استغاثات لأرواح الشهداء وبغداد تخنقها مستوطنات السماحات, فينا تركيا قواعد عسكرية ومافيات استخباراتية عوقت سيادتنا وانقصتنا شمال جغرافيتنا.

ـــ  من رحم الحزب الواحد يولد الطاغية الأوحد ليبتلع الدولة بكامل السلطات والثروات ويجعل خراب المجتمع كارثة لا مفر منها, هذا ما حصل للعراق في الزمن البعثي وما يحصل الآن في الزمن الأسلامي والطغيان لا يتنازل الا لطغيان مماثل ليسكن احشائه بانتظار دوره, ولادة امريكية بكل ما للطاعون من معنى ودمار, هذا ما ادركه العراقيون وتجاهله ثمانية اعشار مثقفي الأمة.

ـــ  عندما يكتسب المثقف خواص النكبة تصبح الثقافة وزارة للداخلية, لا يكفي ان يتعلم الشعب درسه وتجربة نكبته ولا ينفع ان اصبحت الثقافة فأس الجلاد والمثقف ذراعه فالتحرر يبدأ منهما وبهما وان تخلفت الثقافة عن دورها يصبح المجتمع معوقاً بمثقفيه, تلك هي النكبة التي يشكو منها العراق وسوف لن ينهض ان لم يخرج المثقف من تحت جلده ويتحرر من انفسه ليكون مؤهلاً والمواطن معه لأعادة بناء الوطن والحفاظ على سلامته, بغير ذلك سنبقى ارثاً يستورثه جلاد من جلاد.

17 / 04 / 2017

Mathcor_h@yahoo.de

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 18-04-2017     عدد القراء :  2973       عدد التعليقات : 0