الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حشد بهوية وطنية...

امريكا وقبل اجتياح العراق سياسياً واقتصادياً كان عائقها المشتركات الوطنية بين مكوناته والحميد من قيمه فرشحت البعث في 08 / شباط / 1963 برسالته الخالدة لتدمير الوطنية والقيم, بعد خمسة عقود من التدمير المبرمج اقتنعت (امريكا) ان الفكر القومي اُستهلك ولم يُكمل مشروعها في العراق والمنطقة فأختارت احزاب الأسلام السياسي ذات الأيديولوجيات العابرة للوطنية بديلاً عن الأحزاب القومية.

ـــ  مع تشكيل مجلس الحكم المؤقت (سيء الصيت) بمواصفات التبعية والتحاصص الطائفي العرقي بدأ المشروع الأمريكي بسحق عظام المشروع الوطني العراقي بفتنة طائفية لازالت حرائقها مشتعلة الى يومنا هذا, اثبتت احزاب الأسلام السياسي المدجنة بالفساد والتبعية قدرتها على وأد الوطنية العراقية والقيم المجتمعية فكانت احزاباً للنكبة بأمتياز.

ـــ  عندما فتحت الموصل ذراعيها لدواعشها القادمون عبر صفقة تسليم واستلام اشتركت فيها فرقتين عسكريتين كان نسيج منتسبيها كرد وعرب المحافظة وبالتنسيق المسبق مع قوات البيشمرگة لأقتسام الأرض والسلاح بين دواعش السياسة ورئيس الأقليم الكردي, حينها وقع فأس الصفقة في رأس الدولة العراقية واصبحت بغداد في متناول قبضة السقوط, كان نداء العراق صاعقاً بكامل عفويته الوطنية, لب النداء كادحي الجنوب والوسط فجعلوا من دمائهم وارواحهم قلاع لحماية عاصمتهم وارضهم واعراضهم ومقدساتهم, بعدها اصدر المرجع السيد السيستاني (مشكوراً) فتواه للجهاد الكفائي.

ـــ  من الوهلة الأولى تشكل الحشد الشعبي تلبية لنداء العراق بهوية وطنية مباركة بفتوى المرجع السيستاني غير ان احزاب الأسلام السياسي المسكونين بضيق الأفق الطائفي ارادوا وأد هوية الأنتماء والولاء في نفوس وضمائر كادحي الحشد الشعبي ففسروا الأمر وكأن متطوعي الحشد وبدون فتوى المرجعية لتركوا وطنهم ينهار وعاصمتهم تسقط ومحافظاتهم تغتصب ومقدساتهم تستباح, نحن نحترم مواقف مراجعنا في حدود وظيفتهم السماوية ولا نحترم من يرفعها على سلم التأليه عبر الألقاب الباذخة ليجعل منها متوجة فوق العراق وآلهة للناس.

ـــ  بواسل حشدنا: احترموا دمائكم وعذابات اراملكم وايتامكم وانكسارات معوقيكم, حافظوا على ارضكم وثرواتكم  وانتصروا للعراق ولبوا صوت الله في ندائه فلا صوت اقدس منه واحرصوا على وحدة مكونات مجتمعكم في عراق واحد موحد الجغرافية والسيادة والمشتركات الوطنية وبقوة العراق اسحقوا الفساد والأرهاب في ضربة واحدة لينتصر فيكم الوطن.

ـــ  بواسلنا انتم ذراع الوطن وليس اخرى امتدت فينا, انتم احفاد المقابر الجماعية عبر التاريخ الوطني وابناء الشهداء ولا شهيد اقدس من شهيد, في مدنكم دموع تتكسر في عبرات اراملكم ورمد يهمل قيحاً من عيون ايتامكم كونوا ابناءً للعراق انتماءً وولاءً والمشروع الوطني دليلكم وان لم تنتصروا اليوم فغداً قد يكون الأمر مستحيلاً واحذروا ان يمسخكم اللصوص المتمذهبة حرساً ثورياً فالوطنية العراقية وحدها هويتكم وماهيتكم واحذروا ثم احذروا فكل من حولكم فاسد وكاذب ومحتال, يدّعون تقديسكم ليقدسوا اسمائهم والقابهم ثم يتركوكم للـ "للفوز العظيم" والنسيان.

23 / 04 / 2019

Mathcor_h@yahoo.de

  كتب بتأريخ :  الإثنين 24-04-2017     عدد القراء :  3033       عدد التعليقات : 0