الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ابنة القاتل !

تربت مارين لوبين، المرشحة الثانية لرئاسة الجمهورية الفرنسية مقابل المرشح الأول وزير الصناعة السابق الشاب ماكرون، في كنف أبيها القاتل جون ماري لوبين رئيس حزب الجبهة الوطنية ( اسم ليس على مسمى!) اليميني المتطرف الذي يعتبر امتدادا أوروبيا لحزب هتلر النازي وحزب موسيليني الفاشي.. لقد بدأ لوبين-الأب حياته ضابطا في الجيش الفرنسي وخاض الحرب الفرنسية الجزائرية 1954 - 1961، وقد تلطخت يداه بدم أبناء الجزائر انذاك قتلا وتعذيبا وهو لا ينكر أفعاله الشنيعة. وكان من نتائج تلك الحرب هجرة عدد كبير من الجزائريين لبلادهم واستقرارهم في فرنسا. وبعد مرور عقود على استقلال الجزائر وجه لوبين - الاب خطابا الى احفاد من قام بتعذيبهم وقتلهم يقول فيه: «إن آباءكم حاربوا وماتوا ليتركوا لكم بلداً لم يكن موجوداً سابقاً، ففي هذا البلد مستقبلكم وليس هنا»!

بكل بساطة يريد أن يعيد من ولد وتربى في فرنسا إلى بلاده الاصلية الجزائر، وهو كلام حق يراد به باطل. ومسألة المهاجرين هي العمود الفقري لسياسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف. تفريغ البلاد من كل الأجانب حتى لو كانوا مندمجين بالمجتمع ويساهمون في بنائه وبالاخص العرب والأفارقة.

في هذه الأجواء تربت الابنة « مارين لوبين « لترث عن أبيها الحزب و مفاهيمه النازية.

ولا غرابة في أن الأب لوبين كانت تربطه علاقات حسنة مع المقبور صدام، خاصة خلال فترة حرب الخليج الثانية والاخيرة، فقد عرف بسفراته المكوكية بين باريس وبغداد، ونجح بعقد صفقة مع صدام بإطلاق سراح الرهائن في بغداد مقابل تحشيد الرأي العام الفرنسي والاوربي ضد أمريكا، والمخفي اعظم!

في تلك السنوات نظمنا نحن ابناء الجالية العراقية في فرنسا تظاهرة ضد السفارة الأمريكية في باريس ورفعنا شعار « لا للحرب ، لا للدكتاتورية» وانضم الينا مجموعة من الفرنسيين المتعاطفين مع شعب العراق والمناصرين للسلام. جاءت امرأة شقراء بتنورة قصيرة مع كلبها بصحبة رجل يتحدث العربية فقدمها لنا دون مقدمات..وجرى حوار سريع معها، كانت تعترض على شعارنا، اذ تعتقد انه يجب اعطاء اولوية لايقاف الحرب، وترك المشكلة مع النظام الى ما بعد.

كانت هذه السيدة هي مارين لوبين، حين لم تكن معروفة آنذاك في الأوساط السياسية.. طلبنا منها ان تتركنا هي وكلباها بسلام! لاننا نحن العراقيين اعلم بمطالب شعبنا.

كانت تلك المرة الأولى التي نلتقي بها، وفعلا غادرت التظاهرة تلاحقها صيحات استهجان لم تسرها !

ودارت الايام وأصبحت اليوم المرشحة الثانية في الانتخابات الرئاسية في مواجهة شاب من اليمين المعتدل ماكرون . وهذه هي التجربة الثانية للشعب الفرنسي في مواجهة اليمين المتطرف، حيث كانت المرة الأولى مع والدها حين كان مرشحا في مواجهة جاك شيراك.. ولم يتردد الشعب الفرنسي بكل أطيافه في الوقوف سدا منيعا ضد انتخاب الأب لوبين، واختار جاك شيراك رغم التحفظات العديدة عليه. وهو عين ما سيفعله الشعب الفرنسي في دورة الانتخابات الثانية خلال الايام القادمة.

العمال والمثقفون والطلاب لا يمكن ان يقبلوا بعنصري عدائي مثل مارين لوبين ان يحكم شعبا وارضا أنجبت كبارا وعظماء. وقد بدأ منذ الآن بناء السد بتكاتف اليسار واليمين من أجل دحر ممثلة التطرف والعنصرية والعدائية!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 26-04-2017     عدد القراء :  2655       عدد التعليقات : 0