الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
كاكه حمه .. عامل من بلادي

اشتهرت المطابع العراقية منذ انطلاقتها، بوجود عدد كبير من العمال الشيوعيين الذين يعملون في هذا الوسط، إدراكا منهم لأهمية هذه المهنة وما تقدمه من فائدة كبرى للقاريء من خلال توفير « المطبوع» له.

من هؤلاء العمال، العامل الشيوعي « كاكه حمه» الذي كان يعمل، في منتصف السبعينيات، في مطبعة الأديب التي كانت مجاورة لمسرح بغداد.

عرف كاكه حمه بين رفاقه بلسانه السليط وبروح النكتة اللاذعة التي لا تفارق شفتيه ممزوجة بلكنة كردية محببة لرفاقه في المطبعة.

ذات يوم وبشكل مفاجئ زارت مجموعة من مخابرات نقابة عمال البعث الحاكم، آنذاك، المطبعة من أجل حث (اجبار) عمال المطبعة على الانتماء إلى نقابتهم السلطوية.

احتلت المجموعة أحد المكاتب في الطابق العلوي وتم استدعاء العمال كلاً على انفراد. واستطاع معظم العمال التهرب من هذا المطلب الفج كل بطريقته الخاصة. وحين وصل الدور الى كاكه حمه، الذي لم يخف كرهه لتلك السلطة وحزبها الحاكم، تكدس العمال على السلم يسترقون السمع لاجوبته:

بدأ «الزوار» الحديث معه عن إنجازات « ثورتهم وحزبهم» وعن أهمية العمل النقابي في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة! كلام حلو وبسيط ومنمق، ولكنه لا يمكن ان « يعبر» على كاكه حمه الذي قال : كاكه احنه لا نحتاج نقابة تدافع عن العمال لان « حزبكم « الثوري هو احسن «مدافع» وقلب هجوم أيضا!

تبسم « الزوار « و» بلعوا» النكتة على مضض. انبرى أحدهم بطلب آخر من كاكه حمه :

- طيب، نترك العمل النقابي. اذا كنا حزب ثوري ومدافع عن حقوق العمال فلماذا لا تنتمي .. كاكه ليش متصير بعثي؟

فأجاب حمه: انت يصير ينتمي لحزب كردي؟ آني كردي شلون ينتمي لحزب عربي!

وبعد نقاش متبادل والحاح من القادة النقابيين، حسم كاكه حمه الموضوع بـ «قنبلة» لم تسر الزوار:

- عمي اني بطلت من الحزب لأن سووا جبهة معكم، خوش؟ افتهمتوا؟

وأغلق الباب خلفه ليستقبله رفاقه العمال بالقبلات..

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 03-05-2017     عدد القراء :  2817       عدد التعليقات : 0