الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
(( بيت العِزِ يا بيتنا )). سيرة ذاتية أنصحكم بقرائتها لآخر حرف

في سنة 1957 قامت الحكومة الملكية في بغداد العراق بإجراء قُرعة لتوزيع 120 بيتاً جديداً على صغار موظفي الدولة والمعلمين وغيرهم، وتم إعطاء تلك البيوت لهؤلاء الموظفين لقاء مبالغ زهيدة نوعاً ما ومعقولة جداً توجب عليهم تسديدها على شكل أقساط سنوية مُريحة تتناسب مع مداخيل هؤلاء الموظفين، وسُمِيَت مجموعة البيوت تِلك (مدينة المأمون الأولى)، تبعتها فيما بعد مدينة المامون الثانية التي كانت تحتوي على 500 بيتاً على ما أذكر.كان والدي أحد هؤلاء الموظفين الحكوميين المحظوظين؛ وبالقرعة العادلة إستلم البيت # 77، وبقي هذا الرقم بالنسبة لي رقم الحظ والذي إستعملته لحد اليوم كلما إحتجت إلى إختيار رقم لسبب من الأسباب !.

خلال سنتين حقق والدي حُلمهُ في حديقة نموذجية وورود وأشجار ورياحين وخضروات وحتى حيوانات، وقام لوحده بتصميم وبناء قمرية عنب خشبية طويلة تمتد من منتصف الحديقة لتصل إلى الباب الخارجي الخلفي للدار والذي كان يقع على جانب شارع أبو غريب الشهير. وخلال سنوات أصبحت تلك القمرية مليئة بأجود أنواع العنب نوعية (ديس العنز) !.

كذلك زَرعَ منذ الأشهر الأولى لسكننا أكثر من عشرة أشجار نارنج وخمسة أشجار سرو -الدائمة الخضرة- والتي كُنا كلما زارنا (كرسمس) نقطع غصناً كبيراً منها لإستعماله كشجرةً للميلاد داخل البيت. كذلك زرع نخلة واحدة وشجرة تين أسود وشجرة تُفاح من النوع الصغير المُسمى (أبو خد وخد) وشجرة طرنج كي تعمل والدتي من ثمارها المربى الشهيرة (مربة الطرنج)، كذلك ثلاثة أشجار زيتون أخضر كانت الوالدة تعمل منهم -وبمساعدة والدي- ربما عشرة أنواع من الزيتون؛ وكل نوع يختلف مذاقه عن بقية الأنواع الأخرى؛ كذلك زرعنا شجرة برتقال وشجرة (نومي حامض) ليمون، إضافة إلى عشرات الأنواع من الورود الموسمية والدائمية وخاصةً ورد الجوري (الروز) وورد (شبوي ليلي) الذي كان قد تسلق وإحتل كل السياج الحديدي الأمامي على جانبي باب الحديقة الخارجي للدار، وكانت زهور الشبوي ليلي تعبق ويفوح شذى رائحتها الزكية العجيبة الطيبة مساءً بعد أن يحل الظلام لدرجة كانت تلك الرائحة تصِلُ لمسافة نصف ميل أو أكثر. ولهذه الشجرة المتسلقة الفواحة الرائحة عدة أسماء منها (شجرة الكولونيا)، (ملكة الليل)، (عطر الليل)، وأظن الأخوة الشاميين يُسمونها (ليلة القدر)!. أما إسمها العلمي فهو cestrum nocturnum.

في نهاية كل صيف كُنا نجمع محصول أشجار النارنج ونقوم -أخي نبيل وأنا- بعصره بواسطة (معصارة) معدنية منضدية طويلة العتلة، وتقوم والدتي بعد ذلك بحفظ العصير في عشرات القناني الزجاجية المختلفة الأحجام والتي كُنا نُغلقُ فوهاتها بالشمع لمنع تعفن العصير الذي كُنا نحفظه في أماكن باردة ومُظلمة من البيت. وكانت والدتي تستعمل ذلك العصير للطبخ بدل الليمون (النومي حامض)، كذلك كانت تعمل منه شربت بعد إضافة الماء والسُكر والثلج له، وكان شربتها ذلك شهيراً ومعروفاً لدى الكثير من سُكان مدينة المامون، خاصةً الجيران المُقربين الذين كانوا قد أطلقوا عليه تسمية (شربت أُم نبيل)، والذي ربما كان أشهر من حديقة والدي.

في ولايتنا الأميركية مشيكان حيث أسكن وعائلتي منذ 1974 لا يُزرع النارنج، بسبب البرد والثلوج اللذان يستمران إلى بداية شهر مي!، لهذا نستعمل الليمون (نومي حامض) بدل النارنج.

وحدث ذات يوم قبل سنوات وبعد وصولي إلى البيت عائداً من عملي، أن ناولتني زوجتي زجاجة تحوي داخلها سائلاً أصفراً، قُمتُ بتقليب الزجاجة بين يديَ لكني لم أعرف ماذا في داخلها، وحين سألتُها قالت لي مُبتسمة: أزِح التبدور (الفلينة) وإستنشق الرائحة، وحين فتحتُ الغطاء وشممتُ الرائحة تملكني شعورٌ عاطفي خلبَ عقلي ولبي للحظات، وقد أعجز عن وصفه مهما حاولتُ وإجتهدتُ، كانت الرائحة لعصير النارنج!!، وبصورة تلقائية رحتُ أبكي كطفل صغير موجوع، وبقيتُ أبكي لدقائق، فكأنني شممتُ رائحة أُمي وأبي وكل الماضي والأيام الخوالي عبر رائحة النارنج تلك التي طالما رافَقَت سنين طويلة من حياتي وطفولتي وصباي وشبابي في بيتنا العتيق في بغداد.. بيت العز والكرم والفرح والورود وشذى الروائح الشرقية الحبيبة والنوايا الطيبة!.

كانت تلك الزجاجة قد أحضَرَتها من ولاية كاليفورنيا الحارة المناخ -حيث يُزرع النارنج هناك- إحدى قريباتي التي كانت تعرف عُمق العلاقة الروحية بيني وبين ثمرة النارنج المباركة!.

كان والدي في بيتنا البغدادي قد إشترى عدة طيور صغيرة ملونة (طيور الحُب) ووضع قفصها داخل البيت، كذلك إشترى طيرين صغيرين جداً نوعية (فِنجِس) وضعهما في قفص ذهبي جميل علقه في المسافة التي تفصل البيت عن الحديقة، ولكن بعد شهور قام أخي نبيل بإطلاق سراحهما حيث لم يكن يؤمن بأسر الطيور، لإن مكانها السماء وليس الأرض، وكان يقول: ليس من حق البشر سلب حرية أي طائر أو الإحتفاظ بأي حيوان عدى الحيوانات الداجنة.

كذلك قام والدي ببناء قفص كبير للدجاج يسع لأكثر من أربعين دجاجة، وعمل حاوية مُدَفَئة لرعاية وإتمام مراحل تحول البيضة وتفقيسها لتصبح كتكوتاً صغيراً، وإشترى ما يُقارب الثلاثين من بيض الدجاج الأجنبي على ما أذكر. وبنفس الوقت إشترى 12 بيضة أخرى من إمرأة ريفية متجولة تبيع البيض والقيمر.بعد الفترة الزمنية اللازمة -21 يوماً على ما أعتقد- فقس معظم البيض الذي رعاه والدي وأعطاه الدفء عن طريق مصابيح كهربائية لتوفير الحرارة اللازمة لإبقائه حياً. وحين كبرت الكتاكيت بعض الشيء كان ريش أغلبها أبيض اللون، عدى تلك التي إشتراها والدي من المرأة الريفية بائعة البيض المُتجولة، حيث كان لون تلك الكتاكيت يتألف من مجموعة الوان متداخلة غامقة ولَماعَة، بين الأزرق والأخضر والبرتقالي والأحمر والأسود والبني، وحين كبروا كانوا من أجمل ما رأت عينايَ من دجاج.

قام والدي بذبح جميع الذكور إلا أربعة، واحد بلدي ملون والثلاثة الآخرين كانوا من النوع الأجنبي الأبيض الريش. بعد فترة قصيرة بدأنا نُلاحظ أن الديك البلدي الملون كان متميزاً بشكلٍ ملحوظ عن بقية الديكة، وذلك من خلال تصرفاته في القفص أو حديقة البيت حيث كان الدجاج يسرح ويمرح غالبية النهار (على خُر أذنهم) كما نقول في لهجتنا العراقية الجميلة، أو (على حل شعرهم) كما يقول أخوتنا العرب من غير العراقيين.

كان ذلك الديك شرساً عنيداً ومُهيمناً بشكل ملحوظ جداً، وراح يفرض سيطرته لا على كل الدجاجات فقط، بل حتى على الديكة الثلاثة المساكين الآخرين، لدرجة أن تلك الديكة الثلاثة كانوا دائماً منتوفي ريش الرأس كالرجل الأقرع!، لإن السيد (عنتر) -وهو الأسم الذي أطلقناه لاحقاً على ذلك الديك- كان يُلاحقهم وينقر رؤوسهم وينتف ريشهم ويُبهذلهم شر بهذلة كلما حاولوا التودد لواحدة من الدجاجات!، لِذا لم يكونوا يجرؤون على منازلته بعد أن خسروا عدة جولات ومعارك خرجوا منها وهم يدمون في أكثر من موضع من أجسادهم.عنتر كان بالضبط كالخليفة العربي أو السلطان والوالي العثماني الذي يحتكر آلاف الحريم لمتعته ولفراشه الخاص!!، وهذا جعلني وأخي نبيل نُسائِلُ بعضنا متهكمين: هل هي مجرد صدفة أم هو أمر واقعي وطبيعي في تشابه سلوك وشخصية الديك الشرقي مع الرجل الشرقي !؟.

أما نوع معاملة السيد (عنتر) لحريمه فقد كان فيها الكثير من الرقي والمَديَكة الحقيقية -على وزن مَرجَلَة- ومكارم الأخلاق، حيث لا يأكل إلا إذا تأكد أن جميع دجاجاته قد أكلن وشبعن وشربنَ وإرتوينَ، ولم يكن يدخل القفص في نهاية اليوم إلا بعد أن يطمئن إلى أن كل حريمه قد دخلن بسلام، كذلك لم يكن يرتاح إلا بعد أن يقوم أحدنا بإغلاق باب القفص، تحسباً منه للخطر الذي قد يكون قادماً بسبب إهمالنا لغلق الباب أحياناً!، كذلك كان ينام ليلاً في أعلى زاوية من القفص، كي تكون جميع أرجاء القفص ومن فيه تحت ناظريه وحراسته وحمايته!، وأثناء النهار كانت عيناه تدوران في محجريهما في محاولة منه لرؤية كل خطر قادم قد يتهدد واحدة من حريمه عن طريق طير جارح كبير أو قطة من عشرات القطط البرية التي كانت تعج بها وبالكلاب السائبة مدينة بغداد يومذاك .. ولا زالت على ما أظن !.

ذات يوم رأيناه في معركة شرسة وهو بين كَرٍ وفر مع قط سائب كان يُحاول إختطاف أي دجاجة قد تقع بين يديه، فما كان من عنتر إلا أن أطبق بجناحيه ومنقاره ومخالبه على القط وإلتحم معه في معركة عنيفة صاخبة جداً خَشَينا أن يدفع عنتر حياته ثمناً لها ولشجاعته ومحاولة حمايته لحريم قفصه!، ولكن … إنتهت المعركة بعد دقيقتين طويلتين بهرب القط رغم أنه أصابَ عنتر بعدة جراح قام والدي بتضميدها له فيما بعد!.

كذلك كان عنتر يُهاجمنا بكل شجاعة غير مُبالي بحجمنا قياساً لحجمه، كلما حاولنا جمع البيض من داخل القفص، لدرجة كُنا أحياناً نلبس قفازات كي نحمي أصابعنا من أذى منقاره كلما تسللت اصابعنا لخطف بيضة من البيضات !. وذات ليلة صيف سمعنا صراخ السيد عنتر وهرجه وزعيقه، وحين أسرعنا إلى حيث القفص رأينا أحد صبيان محلتنا وهو يهرب بجلده بعد أن حاصره عنتر وهاجمه ومنعه من سرقة الدجاج !!، ولم يسكت عنتر عن الوقوقة والصراخ إلا بعد ساعة من الزمن، حيث كان قد فقد أعصابه بسبب المحاولة اللئيمة الجبانة التي قام بها السارق رغم أنه فشل !!.

بمرور الوقت كبرت العلاقة بين كل عائلتنا وبين الديك (عنتر) الذي كان يتصرف وكأن في داخله روح بشر حبيسة، بينما كانت بقية الدجاجات من الغباء بحيث بدى عنتر مقارنة بهن كديك ذكي لا ينقصه غير اللسان الناطق، أو هكذا بدا لنا الأمر يومذاك !.

تمر الأيام والشهور وفجأةً نجد أن بضعة دجاجات قد سقطن ميتات لسبب مجهول لم ندري كنهه يومها !، وبعد سؤال بعض الناس ممن يملكون خبرة في تربية الدجاج، علمنا أن هناك مرض معدي أصاب دجاجاتنا فبدأن يتساقطن ميتات كأوراق الخريف واحدة بعد الأخرى، في حين لم تنفع كل الأدوية التي وضعها لهم والدي في طعامهم وشرابهم، فهم بالكاد كانوا يأكلون ويشربون كالإنسان المُحتضر الذي يفقد شهيته للطعام وهو في بداية نهايته وفنائه!. وقيل لنا فيما بعد أن ما أصاب دجاجنا هو مرض مُعدي يُسمى (نيو كاسل) !!.

كُنا جميعاً حزينين متألمين لا نعرف ما الذي يتوجب علينا عمله ونحنُ نرى دجاجاتنا العزيزات يمتنَ أمام أنظارنا بحيث كانت مزبلة البيت لا تكاد تخلو من بضعة دجاجات ميتة كل يوم !. والذي زادنا حزناً هو منظر (عنتر) الذي بدا لنا حائراً لا يعلم أو يفهم ما يحدث لحريمه ودجاجاته!، كان يقف قرب الميت منهن وهو ينقرهن ويدفعهن بجناحيه محاولاً مساعدتهن على الوقوف، وكان ينظر نحونا بعينيه البراقتين وكأنه يتوسل ويطلب عوناً لم نكن نملكه للأسف!، والحق .. كان المنظر أكثر من مؤلم وموجع لنا جميعاً !.

خلال اسبوع ماتت كل الدجاجات!، ولم يبق في القفص إلا عنتر المسكين الذي كانت اعراض المرض والوهن قد بدأت تبدو عليه وعلى حركته ونشاطه، لكنه كان يُجالد ويُكابر وينهض كلما كبا على وجهه؛ كان الحزن مرتسماً في عينيه الوقادتين اللتان خمدتا نوعاً ما حيث إنطفأ ذلك البريق الوهاج الشرس المتحدي الذي كان فيهما!.

وأخيراً سقط عنتر على التراب وعجز عن النهوض ثانية، كانت عيناه تأبيان أن تنغلقا، كانتا تجولان ببطيء وهما تتطلعان في وجوهنا وكأنهما تتسائلان: ما الذي حدث!؟.

مات عنتر أخيراً، ورفضت أخواتي ووالدتي رؤيته ميتاً، فقام والدي بتغطيته بمنشفة الحمام، ورحنا أخي نبيل وأنا نحفر له قبراً في الحديقة بين إثنتين من أشجار النارنج العملاقة، وأذكر طلب والدتي مِنا أن يكون قبره عميقاً جداًُ لئلا تنوشه مُستقبلاً معاول أو مساحي من سيمتلك بيتنا ذات يوم على المدى القريب أو البعيد، فكلنا إلى زوال وفناء، ولا بد سيأتي يوم يسكن هذا البيت أُناس آخرون، وهي سُنة الطبيعة والحياة ودورة الأفلاك !.

خلال الأسبوع الذي تلا موت عنتر قُمنا بتهديم قفص الدجاج، بعد أن قررنا بالإجماع أن لا نقوم بتربية الدجاجٍ في المستقبل. وكنتُ شخصياً قد أحتفضتُ بواحدة من ريشات جناح (عنتر) الملونة الجميلة، لكنها ضاعت بعد أن هاجرتُ إلى أميركا وأبقيتها مع الكثير من حاجياتي الشخصية في بيتنا القديم، ويا ليتني لم أفعل!.

هو أمرٌ مُحزنٌ ومُفجِع جداً أن يموت الكائن الحي بسبب ذنبٍ لم يقترفه، وليس له عليه لا حول ولا قوة، بالضبط كآلاف العراقيين والسوريين وغيرهم من الذين كانوا يعيشون بسعادة وأمان، ولم يكونوا يعرفون ما يُخبئه لهم القدر اللئيم !، هؤلاء الضحايا يُذكِروني دائماً بأخوتي الذين كانوا طعاماً للحروب الغبية التي خلقها الأشرار من البشر، كذلك يُذكِروني بديكنا (عنتر) ودجاجاته الذين ماتوا جميعاً كما يحدث اليوم لملايين الشرقيين الذين حتى لا يدرون مالذي عصف بهم !!.

الذي يُحزنني أحياناً هو إستهزاء وسخرية وتندر بعض الناس حين يسمعون قصصاً عن العلاقة الودية الحميمية بين بعض البشر والحيوانات، ولا يفهمون بأن الحيوان أحياناً يأخذ دور أحد أفراد العائلة كما يحدث الآن بيننا كعائلة وبين كلبين صغيرين فحل وأنثى ( پڤن وجنجر) نقوم بتربيتهما منذ أكثر من سبع سنوات. ونقوم بواجبنا من الرعاية تجاههم لإنهم أمانة في رقابنا كما بالضبط بقية أفراد العائلة.

لقد تم إخراج مئات الأفلام السينمائية عن علاقة الود والتآلف والتعاطف والألفة والرحمة بين الإنسان والحيوان، كذلك كَتبَ آلاف البشر عن مدى روعة وعمق العلاقة بينهم وبين الحيوانات التي قاموا بإحتضانها وتبنيها وتربيتها.

ولكن … رغم كل الشواهد الحية الجميلة في قاموس ذكريات العالم حول العلاقات الطيبة بين الإنسان والحيوان، فسيبقى الكثير من الناس يعتبرون الكلب كلباً والحيوان حيواناً ويستنكفون حتى من التعاطف معهم !، وهم معذورين … إذ كيف سيفهم عمق علاقة الإنسان بالحيوان من لم يفهم أساساً عمق وتعاطف الإنسان مع أخيه الإنسان !؟.

لا أعرف من يسكن البيت # 77 اليوم في مدينة المأمون بعد أن غادرناه مهاجرين أنا واخواتي الثلاثة، ومن ثم مقتل أخوتي في حروب صدام العبثية، وموت أمي وأبي!؟ .

كذلك لا أعرف إن كانت أشجار النارنج باقية تُزين تلك الحديقة الحبيبة أم أن يد الجهل إمتدت وقلعتها ؟، وهل لا زالت نبتة شجرة (الشبوي ليلي) تُعطر المساءات الصيفية الحارة، وهل لا زالت عظام ديكنا العزيز(عنتر) ترقد بسلام في عمق تلك الحديقة في بيتٍ يجهل من يُقيم به اليوم تأريخ العائلة التي سكنته قبله؟.

بيت في ضواحي بغداد الحبيبة، تلك المدينة الأسطورة التي ترك إبن زريق قمره مُعلقاً على أبوابها .. كما تركنا نحنُ قلوبنا مدفونةً في مرابع صبانا هناك !؟.

المجدُ للطيبين.

 May - 4 - 2017

  كتب بتأريخ :  الأحد 07-05-2017     عدد القراء :  3594       عدد التعليقات : 0