الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
صوت المحتج مقابل سلاح الفساد

   يزداد رعب الفاسدين من استمرار الحركة الاحتجاجية المناهضة للمحاصصة والفساد، ويتسع خوفهم من انشطتها التي فضحت رموزهم، عبر مطالباتها بكشف اهم ملفات الفساد، كملف سقوط الموصل وجريمة سبايكر وملف صفقة الاسلحة الروسية وجهاز كشف المتفجرات وبغداد عاصمة الثقافة ومدارس الطين وملف عقود الكهرباء وغيرها العديد.

   والواضح، ان قوة صوت الاحتجاج السلمي امضى من كل ما امتلكته منظومة الفساد من امكانات، كالعصابات المسلحة، والاعلام الطائفي والجيوش الإلكترونية.. وكل أدوات تعزيز نفوذ ما بات يعرف بـ "الدولة العميقة".

   إن منظومة الفساد عجزت امام همة المحتجين، واصرارهم العجيب على مواجهة الفاسدين، وحصرهم في ساحات محددة هي ساحات المحاصصة الطائفية والفساد وتردي الخدمات، هذه المواجهة التي فضحتهم وأخزتهم وجعلت العار والخيبة تلاحقهم اينما حلوا.

   ولم يبقى أمام هؤلاء الخائبين إلا محاولات يائسة، يلجؤون اليها، تؤشر فقدانهم للبوصلة. وهم يفشلون اليوم، في سحب حركة الاحتجاج الى مواجهة عبثية، تلهينا عن المواجهة الحقيقية التي رسمت وجهتها حركة الاحتجاج.

   فوجدوا في ارث الدكتاتورية اساليب دنيئة لمحاربة المحتجين، فلجأوا الى سياسية الترغيب والترهيب سيئة الصيت، وذلك عبر محاولات رخيصة لشراء ضمائر البعض، ومن يصمد في وجه الترغيب، يواجه بحملات مكثفة من التهديد والتشويه والتخويف، تصل الى حد الخطف والتغييب والقتل.

   ولم يكتفوا بتلك الوسائل الدنيئة، بل زادوا عليها جاعلين من انفسهم حراسا للمقدس، يكفرون هذا ويصمون ذاك بالإلحاد، وبهذا زادت افعالهم تطرفا، على كل الافعال المشينة لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

   لكن حركة الاحتجاج التي تمتلك النضج والحكمة، نجحت في تفويت الفرصة عليهم، وحاصرتهم بأسئلة اكثر ذكاء من تخبطاتهم، منها كيف لمن يتبنى مقولة أن (الدنيا دار بلاء وفناء، والاخرة دار جزاء وبقاء)، ان ينهب الاموال العامة، ويشتري البنوك ويعين الحراس، ويكذب على الناس ويشوه الحقائق، ويهدد الحياة؟

   أمام هذه المحاولات المكشوفة، تتمسك حركة الاحتجاج برؤيتها الواضحة، وخطابها المعروف بالتصدي للطائفية السياسية والفساد. ولن تجرها استفزازات الفاسدين، وحججهم الواهية، والاعيبهم المضحكة الى مطارح أخرى، بل ستواصل الحركة تركيزها على المطالبات بتقديم المتسبب في إزهاق أرواح شبابنا في سبايكر والصقلاوية، واراضينا ومواردنا التي سلمت الى داعش في الموصل ومدن اخرى.

   ان هزيمة الفاسدين آتية لا ريب فيها، فأصوات المحتجين تحيط بهم من كل صوب. ولن تثني اصحاب الضمائر الحية، كل عمليات الترهيب التي تمارس. فأصوات المحتجين لن تسكت ولن تتراجع.

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-05-2017     عدد القراء :  2751       عدد التعليقات : 0