الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
من كلكامش ألى داعش
بقلم : د. قحطان محبوب مندوي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

"من ظلّ لنفسهِ، ومن إهتدى لنفسهِ، وما أنتَ عليهم بوكيل." قرآن كريم

1

عودة

رجعتُ لتوي من دروبِ الجحيم،

تصولُ المنايا بروحي

وتعولُ في دمي العاثراتْ.

لا أبغي الخلدَ كلكامش، لا يغريني تمثالٌ بعد ألموتْ،

همي وطنٌ مفجوعٌ يتلظى تحت جنونِ ألحقدِ وسيفِ الطاغوت.

أقبع قرناً في منفاي ولمْ يطرقْ أحدٌ بابي.

ورضيتُ.

وحينَ لممتُ رمادي ،

وشتلتُ ببابي جوريةً

وجدتُ الذي باعني بحفنةِ حقدٍ

وأسبلَ عيني بخنجرتبرٍ

مازال يطاردني كالضبع بأنيابهِ النازفات،

ليسطو على هيبتي، ويسرق مني الحياة.

وبعد سنين مثقلة بالموتِ وبالنفي،

ضياعِ النبلِ وعيش الذلِّ

أستيقظُ من حُلمي الواهمِ

لأرى وطني مفجوعا ينزف حد الموت

والوئدُ يعودُ لوديان الظلمةِ والصحراء.

من يسمع سكرات ألأطفال الغرقى

والأعراب ألطرشان ألمبتذلين ثمالى بالنفط وبالدولار؟

2

"نرجسيون"  (ألى نبيل رومايا)

"يتبعُنا ألغاوون

وهمنا في الوديان"

عاقرنا الخمرة، وشربنا الميسرةَ،

هجونا، ورَثينا، والنرجسُ فينا

وتغزلنا حتى بالغلمانْ.

كعبتُنا الحقُ، وثروتُنا ألشعرُ،

لا جاهٌ أو ملكٌ،

نبكي ونَحِنُ بأفئدةٍ  مفجوعةَ أو مثقوبةَ

للنخلِ وللطين وللشطآنْ

نجوعُ  ونُسجنُ، أو نُقتلُ

لاكنا لا نقبلُ حيفاً، أو زيفاً، أو بهتانْ

نحن ألشعراءُ ألمطرودون الموعودون بنارِ جهنمَ

نقرعُ عوراتِ ألسلطانْ

نموتُ بمنفى، أو مَبغى، جوعا أحياناً

وعلى قارعةِ ألطرقاتِ،

وشنقاً في بعضِ ألأحيانْ.

3

ألأجرب

إنْ شاهدتم مولوداً غراً أجملَ من كلِّ كناري ألأمزون

مجنونا يلبسُ كلَّ ألألوان

وشممتم قداحةَ عاج، في عطر ألآس، بطعمِ ألرمان

سحرتكم فاتنة تخطفُ رقتها  لبَ المرء

تتركهُ معتوهاً دونَ حواسٍ ولسانْ،

أأكلتم جماراً، خريطاً، سياحاً، تمراً مجدولا، أو سمكَ الهورِالمسقوفْ؟

هذا وطني، وهذي ميسان.

وطني المتعفنُ بالكره وبالثارِ وجورِ ألأنسان

المتلوثُ بالدمِّ وألقيى وبالسراقِ

ألمصدوعُ ألمجدورُالمسلولُ ألمذبوحُ من الشريان ألى ألشريان،

وطني ألصارَ بألسنةِ الناسِ كعلكٍ أوسمعةِ عاهرةٍ،

لكني أقسمُ بالحق وكلَّ ألأديانْ

ما زال بعيني جوريةً

أو حورية،  أجملُ من كلِ ألأوطانْ.

وأقسمُ من لا ارى قادماً

وإن سمومَ ألصحارى التي أتلفت زرعَنا، واستباحت نسانا، وجزت رقاب بنينا

تنتهي كالرعودْ،

وغدا يعودُ ألعراقُ معافى، شامخاً، سالما، رافعا هامتَةُ للخلودْ.

4

داعشي

قال سقراط

للخفافيش والضفادع شغلٌ

وللوردِ والفراشات فنٌ

وللنملِ والنحلِ فضلٌ

فما دورُ داعشَ من كل هذا؟

وكيفَ تُسمي مسخاً، شبحاً، لا يحسنُ غيرَ ألكرهِ

وذبحِ ألعزلِ والأبرارْ؟

5

إشتياق

بعد سنينٍ كالحةٍ بالغربةِ وألجوعِ وبالحرمان

ضيعتُ ملامحَ خديك وغرتك البيضاء

كم أرقني ألشوق للقياك؟

وكم بعثرني المنفى حتى كدتُ سانساك؟

وذاتَ نهارٍ مشمسَ في دربِ المنفى

أبصرتُ ألنرجسَ في جفنيك

وشممتُ ألسعدَ بكفيك

وبغدادَ بطول ضفائركِ ألداكنةِ ألليلاء

تسكن عينيك

أسمعُ بتهوفن في ضحكتك الغناء

يحضنك ألعاجُ ألبضُ المكنوزُ بزنديك وساقيك

في تلك اللحظة أبصرتُ صبانا وطفولتَنا،

أدركتُ  ضياعي،

حين تركتُ فؤادي ينحبُ بين يديك

وشفاهي تنبضُ في ياقوتةِ شفتيك

ومضيتُ الى الحرب وللبحرِ

وما عدتْ اليك.

24-10-14

6

الموت بسنجار

ألليلُ المرعبُ في سنجار ألموتِ ثقيلٌ

وجنون الهاربِ من حقلِ ألألغام

وألمسبية باسم المتعفن بالدين

ألجوعُ  يمزقها والشرُ يعقبها

تهلك في خبلِ ألمسخ الطاغوت الدجال

في الظلمة، بسعير الحربِ الباطلةِ...القذره

من يدركُ  هولَ المغتصبة؟

من يُسْعِفُها أو يفقهُ أورامَ ألرحم

من يعرفُ أحلامَ صباها؟

لما يتناوبها  ألباغون ألأنذال.

ألذباحون يسدون دروبَ الوادي

والحربُ ألحمقاءُ تطولُ

والعالمُ لا يخجلُ من عهنِ الصمتْ

والمسبية لا تدري أين، وفي أية لحظة،

جوراً، أو غبنا، ستموتْ.

25-10-14 12:30  صباحا

7

بطاقة

للبرلماني الذي لا يٌهمهُ من ظيمِ بلادهِ غيرَ مرتبهِ،

ولا يشتري شعبَهُ بحذاءْ

أو يحضرُ الجلسات

للضابطِ السافلِ المنتمي للعراق بسجلِ ألرياء

لوزيرٍ مزورٍ فاسدٍ حابساً نفسَهُ وزوجتَهُ خوفَ مفخخةٍ

للعريفِ الجبانِ الذي سلمَ مدفعَهُ ودبابتَهُ للغرابْ

للملتحي المرتشي والمعممِ المتعفنِ بالحقدِ والشرِ والنعرات

للعراقي في نفيهِ، أو بلادهِ، من لا يُحبُ العراقْ

للمغرر به، الناخبِ، الساذجِ المبتلي بالعصبية والطائفية وزواج المتعة والدولارات،

للصامتِ والشامتِ والمبتهج بالدماءْ

لكلِ جبانٍ وخائن

أضيفُ لما قالَه النوابُ  قبلي:

وأستفسرُ

هل تخجلون؟ أما لكمُ ذرةً من حياءْ؟

وأذرفُ ما ظلَ من حسرتي ودموعي

"وأهدي حدوة مُهري للكرهِ" لكلِ حقودٍ

ولعابي ونعلي الذي ليس عندي سواه.

3-6-15

د.قحطان محبوب مندوي - مشكن

*أُنشدت هذه القصائد في إحتفالية توقيع رواية ألفرات ألهادىء والمجموعة ألشعرية السادسة أربعة عقود من ألمنفى، باللغة ألآنكليزية، للشاعر الدكتور قحطان محبوب مندوي، ألذي قام بها منتدى الرافدين للثقافة وألفنون والجمعية المندائية، وألأتحاد الديمقراطي العراقي في مشكن، حزيران، 2015.

  كتب بتأريخ :  الخميس 18-05-2017     عدد القراء :  2175       عدد التعليقات : 0