الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الاحتجاجات .. وما حققت

   ماذا حققت حركة الاحتجاج حتى اليوم؟

   هذا السؤال الذي طالما طرح منذ انطلاق الموجة الثانية من الاحتجاجات في ٣٠ تموز ٢٠١٥، التي انشغل بها الرأي العام العراقي، وأصبحت منذ ذلك الحين مصدر قلق لطغمة الفساد، وقضية كبيرة تلاحق السلطات الثلاث.. فهي تحوي ملفات في غاية الاهمية والخطورة في آن، تتطلب تعاطيا يتناسب مع حجم الازمة التي تنخر في النظام جراء سياسة المحاصصة والفساد، التي وفرت مناخا للإرهاب والتطرف وانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة.

   وازاء ذلك كانت الاجراءات الحكومية ضعيفة، فهي لم تستجب حتى الآن للمطالب التي رفعها المحتجون، والتي تعبر عن حاجات تمس واقع ومستقبل قضايا الحريات والحقوق والضمانات الاجتماعية. كما ان ملفات الفساد التي أشر المحتجون عناوينها ما زالت مفتوحة، ولم تجرأ السلطات على فتح ملف واحد منها. هذا فضلا عن عوامل أخرى، شكلت بمجموعها مفاعيل استمرار حركة الاحتجاج، التي لم تتوقف أنشطتها المتنوعة منذ انطلاقها حتى اليوم، والمرجح انها ستستمر فترات أخرى.

   من جهة ثانية لم تقف طغمة الفساد مكتوفة الايدي امام استمرار الاحتجاجات، خاصة وهذه الاحتجاجات تطلق ادانات واضحة لرموز الفساد، ولما اقترفت اياديهم من جرائم في نهب الاموال العامة، وتهريبها الى خارج العراق بمختلف الطرق المافيوية. كذلك تتصاعد حملة الفاسدين واذرعهم المليشياوية، في ملاحقة قادة حركة الاحتجاج وابرز ناشطيها، ضمن حرب اتضحت اساليبها المدانة من خطف وترهيب، وقد لا تقتصر على ذلك وتكون اشد كلما اقتربت الانتخابات من جانب، وتصاعدت حملة فضح الفاسدين من جانب ثانٍ.

   وبطبيعة الحال لم تكن هذه الملاحقات الاولى من نوعها، حيث ان ردود فعل طغمة الفساد ومحاولاتها محاصرة حركة الاحتجاج والتضييق عليها، بدأت منذ شباط عام ٢٠١١. وقد شهدت اعمالا تتنافى مع القانون وتنتهكه، ومنها جرائم الاغتيال والاختطاف والتغييب وغيرها. وهل ننسى الشهيد هادي المهدي، والناشطين جلال الشحماني وواعي المنصوري، والاعتقالات التي طالت عددا غير محدود من الناشطين الآخرين؟ هذا الى جانب استخدام عنف السلطة ضد المحتجين، وسقوط عدد من الشهداء. فيما فشلت محاولات شراء الذمم والضمائر، التي لجأت اليها طغمة الفساد، والعروض السخية التي راحت تلوح بها للنشطاء البارزين في حركة الاحتجاج.

   وردا على السؤال المطروح عما حققته الاحتجاجات، والزعم انها لم تؤثر في الاوضاع ولم تحقق نتيجة محسوسة، ولم تنل من الفاسدين او تقلقهم، نقول انها لو كانت كذلك، لما شن الفاسدون كل هذه الحملة المسعورة ضدها ولما تصاعدت عدوانيتهم تجاهها، وهو ما تجلى أخيرا في خطف الشبان الناشطين.

   بكلمة اخرى: اذا لم تتمكن من تلمس فاعلية حركة الاحتجاج، فبوسعك قياس تأثيرها عبر ردود فعل طغمة الفساد ذاتها على الحركة وناشطيها.

  كتب بتأريخ :  الخميس 25-05-2017     عدد القراء :  2736       عدد التعليقات : 0