الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
رمضان دموي آخر !

كنت اهيئ نفسي بالامس للكتابة عن فاجعة الكرادة، بمناسبة مرور عام على رمضان الدامي في العام الماضي( ذلك التفجير الذي خلف مئات القتلى والجرحى وأثار ضجة دولية ولكن تمت لفلفة اوراقه ليسجل ضد مجهول. ومن يخالفني الرأي فليقل لي أين وصل التحقيق وماهي نتائجه؟!) واذا بانفجار جديد يهز مكتبي ليبعثر أوراقي والكلمات! انفجار يخلف العشرات من الشهداء والجرحى، جلهم من النساء والاطفال، جاؤوا ليبردوا قلوبهم الندية بآيس كريم « الفقمة « عند منصف ليلة أمس الاول.

كان من بين الضحايا امرأة قادمة من استراليا لزيارة اهلها، فقدت بنتا ذات ثلاث عشرة سنة و نقلت كل العائلة الى المستشفى وحالتهم لا تسر!

لا تفارقني صورة أبنائي وحفيدتي وهم يلحون لتحديد تاريخ زيارة وطن آبائهم !

تملكني احساس بأن أبنائي يفترشون مقاعد « الفقمة « وانا ألملم اعضاءهم المختلطة باكواب العصائر والمثلجات ! كابوس لم يفارق مخيلتي، حتى صحوت على كابوس جديد: اشلاء متناثرة لمواطنين جاؤوا إلى مديرية التقاعد في ساحة الشهداء، اسم على مسمى!

تسمرت أمام الشاشة الصغيرة لمتابعة الاحداث. البرامج في كل القنوات العراقية لا تغيير فيها! ولم تعلن اية قناة الحداد ولو لساعة واحدة! ما أرخص الدم العراقي..

مديرية التقاعد تنعي وتدين! وكنت اتصور أن موظفي الدائرة سيخرجون في تظاهرة صاخبة ضد الوضع الامني المتردي!

وزير الداخلية ينعى ويدين المجرمين ولا يشير إلى الخلل الامني، وهو المسؤول عن حماية أبنائنا! ولا اريد ان « ابالغ» واطالبه بأن يقدم استقالته اسوة بمعظم المسؤولين الامنيين في الدولة المتقدمة.

والجميع يعلق المسؤولية على شماعة الحرب ضد داعش.

أما السيطرات التي تخنق المدينة من كل الجهات فهي تكبح حركة المواطن الذي يعاني من ازدحام وحرارة مرتفعة غير مسبوقة. ولكنها غير قادرة على إيقاف إرهابي واحد يدخل إلى المدينة بسيارته المفخخة او بحزامه الناسف ..

ارفعوا السيطرات إذن ودعونا نموت بحرية ما دام الموت نصيبنا بوجودكم على رأس المفاصل الامنية!

فنحن نغفو على انفجار ونصحو على فاجعة!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 31-05-2017     عدد القراء :  2331       عدد التعليقات : 0