الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ردناه عون طلع فرعون

لم يخطر ببال أحد من العراقيين أن تؤول الامور الى ما وصلت اليه بعد الخلاص من النظام البائد. فقد كان البسطاء منا يعتقدون أن الدنيا ستكون «گمره وربيعه» وأن الامور ستسير بالشكل السليم وسينعمون بالحرية والديمقراطية، التي هلل لها دعاة التغيير ومن أصبحوا الواجهة للمعارضة العراقية في الخارج وسوقتهم القوى الغربية كمخلصين للعراق، ومنحتهم هالة إعلامية جعلت الناس يصدقون أن امريكا ومن يدور في فلكها يسعون فعلا الى إقامة نظام ديمقراطي في العراق، ناسين أو متناسين ان «العلة البلبدن ما يغيرهه غير الچفن» وأن أمريكا لا تهمها مصلحة الشعوب، بقدر اهتمامها بمصالحها وتنمية رأسمالها وفرض هيمنتها وتوسيع مناطق نفوذها.

ورغم أن العقلاء ومن توفر لهم شيء من الفكر كانوا يسخرون من الاحلام الوردية لهؤلاء البسطاء، ويعلمون أن التغيير لا يتعدى الخلاص من حاكم تمرد على أسياده والاتيان بحاكم يضمن مصالحهم ويحقق مطالبهم، الا أن الاغلبية كانت مضللة بالأماني تلهث خلف سراب خادع تكشف لهم بعد حين.

فقد زرعت أمريكا عن سابق أصرار وبمعرفة ودراية بذور فتنة لا يخمد لظاها، وتبقى نيرانها مشتعلة لزمن طويل، فكانت الطائفية البغيضة مسماراً في نعش الوحدة الوطنية وبداية لإثارة النعرات والخلافات، وزادت أوار النار هيمنة الجهلة والفاسدين على مقاليد الامور، فساروا بالبلاد في طريق» الصد ما رد» وأوصلوها الى ما هي عليه الآن من فرقة وشتات.

اعتدل سوادي الناطور بجلسته وقال: «سالفتنه مثل صباغ القنادر.. اكو صباغ قنادر گاعد على باب الله ويدردم من الصبح ويگول وين چنه وصرنه وين؟ وشويه اجاه واحد يريد يصبغ قندرته، الصباغ يصبغ ويدردم وين چنه وصرنه وين، هذا سأل الصّباغ: شبيك تحچي وي نفسك، گالّه: اكو مريّه جيرانه چانت زنگينه وچنت ادعي من الله يموت رجلها وتموت امي، گاله ولَك هذا شلون دعاء، گاله الصّباغ :گلت من يموت رجلها وتموت امي أبوي يتزوجها وآني العب بالفلوس لعب، سأله: وبعدين؟ رد الصّباغ: الله گلب دعائي. ماتت المريه ومات أبوي ورجلها تزوج امي. وصار يلعب بينا لعب وطلع حرامي وباگ حتى فلوس أبوي وآني گمت اصبغ احذيه حتى أعيش امي ورجلهه!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 05-06-2017     عدد القراء :  2553       عدد التعليقات : 0