الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
جماعة \"الخارج\" والدعاية البعثية

حين التأم في بيروت شمل الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين ( الهاربين من العراق إثر الهجمة البعثية التي قادها نظام صدام المقبور على غير البعثيين أواخر سبعينيات القرن الماضي ) وعقدوا المؤتمر التأسيسي الاول لرابطة الكتاب والصحفيين الديمقراطيين، بحضور رموز ثقافية وأدبية كبيرة، أقر الجميع بأن عملهم الابداعي هو جزء لا يتجزأ من الابداع العراقي، معتقدين أن الخارج - المنفى ما هو الا مرحلة مؤقتة، طالت ام قصرت، بانتظار سقوط الدكتاتورية الذي تأخر حتى 2003.

وتعد هذه أطول فترة منفى جماعية للأدباء والفنانين من اي وطن في دول العالم الثالث اذا ما استثنينا الأدباء الفلسطينيين!

اشاع النظام السابق مفهوم «أدباء الخارج» ليس تقديرا لجهودهم الفنية والادبية الملتصقة بارض الوطن رغم تواجدهم خارج حدوده، بل لدق اسفين خلافي مع اشقائهم في الداخل. ناعتا إياهم مرة بالطفيليين الذين يعيشون على موائد الاجنبي، ومرة أخرى يتهمهم بالخيانة العظمى! مانعا أسماء وكتابات الغلبة الغالبة منهم من التداول بين أبناء شعبهم.

ولو اننا تصفحنا منجزهم الابداعي، من الراحل الجواهري الكبير مرورا بالعديد من الاسماء-الرموز وصولا إلى الجيل الثاني منهم، لوجدنا العراق هو دالتهم وعلامتهم الفارقة حتى ان بعض المبدعين من ابنائهم، وقد ولدوا خارج العراق، عادوا مباشرة بعد السقوط، ليقدموا ما يستطيعون من ابداع ومن فن جديد.

ورغم مرور ما يقارب خمسة عشر عاما على السقوط الدموي لسلطة البعث، إلا أننا ما زلنا نسمع، بين الحين والاخر، الأسطوانة المشروخة عن « أدباء الخارج « من قبل أيتام البعث المقبور مع تغيير طفيف بالتهم الموجهة لهؤلاء الأدباء : «بعيدون عن الهم العراقي» و « يعيشون حياة باذخة» و « لم يعد يشغل بالهم العراق « إلى آخره من الشتائم التي لا تليق إلا بأولئك الذين عرفوا بكتابة التقارير التي أودت بالعديد من المواطنين. وما الأستاذ الجامعي د. شمس الدين فارس والفنان صباح السهل اللذان سقطا شهيدين على مذبح حرية الرأي الانموذج صارخ لبشاعة البعث وترسيخه لأخلاقية النفاق والنميمة والوشاية !

  كتب بتأريخ :  الخميس 08-06-2017     عدد القراء :  2271       عدد التعليقات : 0