الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الإيمان والإلحاد

تطرح الحملة الإيمانية، الصدامية، الداعشية - التكفيرية العديد من الأسئلة: ما هوالإلحاد؟ وما هوالإيمان؟ بالتالي: من هوالمؤمن؟ من هوالملحد؟

الإلحاد، كما أوضح اكثر المفكرين، هوموقف من عملية الخلق والنشوء، وهويعتمد على منجزات العلم، الفيزياء خصوصا، وفروع العلم الأخرى: الجيولوحيا، الأنثروبولوجيا الخ...مما ليس في مكنتي الخوض فيه، وسبق ان تناقش العلماء حوله في فروع العلم المختلفة، اختلفوا او اتفقوا، وخلصوا الى استنتاجات فلسفية معينة. وما يزالون. فهل لدينا هذا النوع من الملحدين؟ يمكن، وان يكن بنطاق محدود.

اكثر الذين يدعون الإلحاد ويسبون الله والأنبياء بكرة وعشيا، هم مدعو إلحاد، وهم لا يفقهون من الإلحاد شيئا. واذا اعتبرنا شتم الخالق والأنبياء هي دلالة الإلحاد، فيمكن اعتبار العراقيين اكثر الشعوب إلحادا! فلا يكاد يمر يوم من دون ان يتعرض اسم الجلالة والأنبياء والمقامات المقدسة للشتم، مثل "نعله على..."، او "خـ... بالله" وغير ذلك من االشتائم التي يتفنّن البعض في حبكها وسبكها، مما لا يمكن ايراده ونسمعه كل يوم، في الشوارع والمقاهي، وحتى في البيوت، لأتفه الأسباب، وإن كان البعض يشفع هذه الشتائم "المغلظة"! بالإستغفار "استغفر الله العظيم"! بعد ان يكون " اوسع الله (استغفر الله العظيم!) وانبياءه، بعد ان يكون استعان بكل ما في القاموس من مفردات، بل ربما اضاف لها. فهل يمكن اعتبار هؤلاء ملحدين؟ ترى ما هوموقف الملحدين، من النوع الأول، من الإيمان والمؤمنين؟ يمكنني القول ان الملحدين حقا، وليس مدعي الإلحاد للتظاهر بتنطعهم بالعلم والمعرفة، هم اكثر الناس احتراما للإيمان والمؤمنين، فهم يتجنبون الخوض في نقاشات قد تؤذي مشاعر المؤمنين، بل هم يدافعون عن حق المؤمنين، مهما اختلفت رؤاهم، في ممارسة شعائرهم وطقوسهم، ولا تعوز اي منصف الأدلة التي تعزز هذا الرأي، سواء في الفكر او في الممارسة العملية. فهيئة الدفاع عن اصحاب الديانات والمذاهب والطوائف الخ... اكثرهم صديق، تضم مؤمنين وغير مؤمنين. كنت اتندر مع بعضهم مطلقا عليه تسمية "هيئة الدين سِزّيّه للدفاع عن اتباع الديانات! الخ.. .فأضحك ويضحكون ذلك لأنه لم يكن يهمهم ماذا يسميهم هذا او ذاك، بل الجوهر الانساني لنشاطهم. فمن هم المؤمنون حقا: الداعشيون وورثتهم التكفيريون الجدد، الذين لا يتعففون عن سرقة مخصصات ضحايا اقرانهم الدواعش؟ ام "الدين سِزّيّة"؟

هاملتون - كندا

8/6/2017

  كتب بتأريخ :  الأحد 11-06-2017     عدد القراء :  1914       عدد التعليقات : 0