الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مو خوش شِرْكه!

الفساد آفة تنخر جسد الدولة العراقية، والامر أصبح من البديهيات التي لا يتجادل فيها اثنان. فقد اعترف به الجميع بمختلف مستوياتهم وعناوينهم في عراقنا الجديد وأصبحت «موضة» العصر أن يتحدث الجميع عن الفساد والفاسدين ويدعون الى اجتثاثهم، وكأن الفاسدين من غير هذا الكواكب أو وافدون من المريخ. فالجميع أصبح بقدرة قادر داعية الى محاربة الفساد، وهو، كما يعلم الجميع، في طليعة الفاسدين ببينات لا تحتاج إلى دليل أو برهان. فلو تساءلنا عن مصادر الاموال التي يصرفها فلان الفلاني على الدعاية الانتخابية أو على مقراته في المحافظات او الفضائيات التي أنشأها، او العمارات التي شيدها باسم فلان أو علان، لوضعنا الأصبع على فاسدين من الطراز الثقيل، ناهيك عما ينكشف لنا من فضائح برزت من خلال صراع الفاسدين على المكاسب والمغانم وصراع الملفات، الذي يُظهر حجم الفساد المستشري في البلاد.

فهيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية وديوان الرقابة المالية والمفتشون العامون وتقارير المنظمات الدولية المعنية بمحاربة الفساد، جميعها تشير الى وجود فساد بمليارات الدولارات، وتشير الى هذا أو ذاك من السياسيين، والناس ترى وتسمع. ولكن لا أحد منهم يحاسب، حتى بدأ يسري اليأس الى قلوب كثير من الناس، شاعرين أن التغيير في 2003 جاء عكس ما يأملون، وان الاصلاح بات بعيدا في ظل هيمنة القوى الفاسدة على مركز القرار.

«أحنه سالفتنه مثل سالفة ذاك الفلاح..» قالها سوادي وأضاف: «أكو فلاح بديرتنه كاتله الهبري يزرع وماكو قبض وطول عمره «لا ثوب گطني ولا ترس بطني». اجاه واحد من الخيرين گاله ليش ما تنذر الربك حصه من زرعك بلچي يبارك بيه، وانته تاخذ حصتك وربك ياخذ حصته؟ هذا گال هاي الشغله سهله ونذر ينطي حصه بكل موسم. زرع صاحبنه وذيچ السنة صار الزرع للحزام، حصد وكوّم الزرع بالبيدر وراح لبيته يرتاح، بالليل فكر گال هسه الله شمدريه خلي أبوگ من الزرعات وأگله السنه الزرع موشي، گام راح للزرعات وبدا يترس بالگواني، ولن مطره قويه فيضت الگاع ومن قوة السيل انجرفن الحنطات وصاحبنه عاف الحاصل وختل جوه شجره وضيع نعالاته بالطين، باوع للسمه وگال: ربي ما ريد منك كلشي، اخذ الزرع بس شويه ضوه أشوف نعالاتي وين صارن!».

  كتب بتأريخ :  الأحد 11-06-2017     عدد القراء :  2607       عدد التعليقات : 0