الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
زوبعة أخرى .. من أجل إيران!

إذن، مصلحة إيران وليست مصلحة العراق غدت هي المعيار للوطنية العراقية، وصارت لها الأفضلية والأولوية عند البعض من السياسيين والإعلاميين العراقيين .. أكثر من هذا أنهم (هؤلاء) يريدون لمعيارهم هذا، ولأفضليتهم وأولويتهم، أن تكون عقيدة لغيرهم من سائر العراقيين!

كيف يزور رئيس الوزراء (العراقي) السعودية الآن؟ (وهي في مشكلة مع قطر التي تبيّن فجأة أنها حليفة لإيران).. هكذا تساءلوا واستنكروا وشجبوا مدّعين أنّ زيارة السعودية ستمثل دعماً لها ضد قطر (زيارة العبادي جزء من جولة إقليمية مقرّرة ومرتّب لها سلفاً تشمل أيضاً الكويت وإيران).

وقبل أن تهدأ زوبعتهم ضد رئيس الوزراء، أثاروا زوبعة جديدة ضد نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي .. كيف يحمل على قطر؟ (وهو في زيارة رسمية إلى مصر).

لمَنْ لم يسمع ولمَنْ لم يشاهد ولمَنْ لم يقرأ، فإن السيد علاوي قال في القاهرة ما يعرفه كل عراقية وعراقي، بمن فيهم هؤلاء المتحاملون على رئيس الوزراء وزيارته الى السعودية وعلى علاوي وتصريحاته ضد قطر، وهم أنفسهم كانوا إلى أيام قليلة فقط يقولون في قطر ما يقال الآن في السعودية والإمارات والبحرين ومصر وسواها، وما كنّا نقوله نحن الذين ليست لنا ميول إيرانية تدفع بنا إلى تغيير مواقفنا حيثما تتجه الريح الإيرانية.

السيد علاوي قال في القاهرة إن قطر تدعم الإرهاب في العراق وتدعم الانقسام الطائفي وتقسيم العراق بانحيازها إلى جماعات سنّية.

وهنا نص ما قاله السيد علاوي: "في ما يتعلق بقطر.. قطر أنا أعرف ماذا عملت بالعراق.. تبنّت مشروعاً مشابهاً لمشروع إيران التقسيمي باحتضان سنّة في العراق والدعوة إلى إقليم سنّي مقابل إقليم شيعي. وهذا نعتبره تدخلاً في الشأن العراقي".

وتابع: "قلتُ للقطريين إننا لن نسمح بهذا الأمر.. والسكوت كان، مع الأسف، من بعض الدول العربية إلى هذه اللحظة عن قطر، سكوت ليس بمحله.. لأنّ قطر تدخلت حتى في الانشقاق الذي حصل على الصعيد الفلسطيني، وشجعت بعض القوى الإسلامية الراديكالية المتطرفة في اعتداءاتها على مصر." وقال علاوي أيضاً: "كان يُفترض أن يُقال لقطر حينها ما يُقال لها اليوم". ودعا في النهاية " إلى حوار حقيقي مع قطر لنضع النقاط على الحروف".

نعم هذا ما قاله علاوي ليستفزّ "جماعتنا" الذين لم يستطيعوا إخفاء أنّ المصلحة الإيرانية تتقدم لديهم على المصلحة العراقية إلى درجة مسامحة قطر والوقوف إلى جانبها في أزمتها مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي، ونسيان كل ما فعلته بنا بما قدّمته من دعم بالمال والسلاح والإعلام لقاعدة الزرقاوي ولداعش أبو بكر البغدادي ولفلول نظام صدام ولأصحاب الفتاوى التكفيرية، وهو ما تسبّب في مقتل مئات الآلاف من العراقيين وتدمير ممتلكات عامة وخاصة لا تُقدّر بثمن، فضلاً عما خلّفه الإرهاب من جيوش من الأيتام والأرامل والثكالى والجرحى والمعوّقين.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 19-06-2017     عدد القراء :  1962       عدد التعليقات : 0