الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الشهيد كرار نوشي.. قربانا للانتصارات!

كرار اسم متداول كثيرا، في عراقنا اليوم، وخاصة بعد سقوط النظام السابق، وهو اسم يحمل دلالات كبيرة، لكونه يرتبط باسم إمام الفقراء علي بن أبي طالب. ولو طالعنا سجل شهداء الوطن على مذبح الحرب مع داعش لوجدنا تكرار هذا الاسم بشكل كبير.

كرار نوشي شاب في مقتبل العمر يحب المسرح والفن، ويمتاز بين أقرانه بأناقته الواضحة وبشعره الذهبي المتدلي على كتفيه، وبامتلاكه خلقا رفيعا وادبا جما. حاضرا في المسرح الوطني أو في منتدى المسرح، أو في المتنبي في كل نشاط، مساهما ببعض أعماله المسرحية تمثيلا أو رقصا. لا يخلف موعدا، ولم يكن ملحاحا في المطالبة بأجوره عن مشاركاته المتعددة.

وليس لكرار خلاف مع أي كان، لا سياسيا ولا اجتماعيا. وكان كرار من أوائل المهللين بانتصار قواتنا المسلحة وإذا به يكون أول القرابين لتلك الفرحة التي لم تكتمل! لم تأته طلقة طائشة، ولم يكن ضحية انفجار إرهابي، بل أنه وقع ضحية لما كان يتخوف منه المواطنون، وهو انفلات الوضع الأمني بعد الانتصار النهائي على دولة الخرافة!

وها هو يقع فريسة لمجموعة مجهولة، اختطفته وعبثت بجسده قبل أن تقضي عليه وترميه على كومة من نفايات.. وتعرّض جسده النحيل إلى مختلف أشكال التعذيب، كسور في اليدين .خنق بما يسمى ب»السيم» او الكيبل ..تعذيب وكدمات في كل مناطق الجسد، وبعد هذا كله. إطلاق رصاصه في الجهة اليسرى من الراس، خرجت من الخلف، وتناثرت دماؤه الزكية التي لم تغير من ملامحه فبقت ابتسامته المعهودة مرسومة على وجهه الحزين.

ولكون كرار مشروع فنان مسرحي اكاديمي لذا ندعو وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على الحكومة لكشف ملابسات الجريمة وعدم الاكتفاء بتسجيل هذه الجريمة ضد مجهول!

الوضع الأمني اليوم مدعاة لقلق الناس، وعلى الحكومة أن تطمئن الجميع لا بالاقوال والبيانات، بل بالأفعال والإجراءات العملية التي يمكن أن تساعد المواطن بحياة طبيعة هانئة. فقبل كرار تناقلت الأخبار عودة الاختطافات مجددا، وخاصة بين الأطفال!

لا تفوتوا علينا فرحة الانتصارات الكبيرة لقواتنا المسلحة، لا تفوتوا علينا فرحة انهيار دولة الخرافة. اضربوا الخلايا النائمة بيد من حديد، وكل من يحاول خلق داعش جديد وبمسميات جديدة في بغداد!

المواطن ما زال صابرا على شحة الماء والكهرباء وقلة الخدمات وانتشار الفساد والفاسدين في مفاصل الدولة، لكنه لا يستطيع أن يمسك أعصابه أمام تردي الوضع الأمني للحد الذي يجعل من أفراد عائلته لقمة سائغة للخارجين على القانون!

  كتب بتأريخ :  الخميس 06-07-2017     عدد القراء :  2292       عدد التعليقات : 0