النصر الكبير بتحرير الموصل , جاء بعد انهار من الدماء , اضافة الى الخسائر المادية الهائلة , التي لا تعوض , بهذا الكم الهائل من الخراب والدمار , وهذه التكلفة الباهظة عقب تسليم الموصل الى الدواعش المجرمين . علينا ان نعيد السؤال في غمرة الاحتفالات بالنصر الكبير , لماذا سقطت الموصل , او سلمت باليد الى تنظيم داعش المجرم دون قتال ؟ وكانت نتيجتها عواقب وخيمة كارثية , من مجازر مروعة ودمار وحطام في كل زاوية من الموصل . لماذا كل هذا الخراب الهائل ؟ ومنْ المسؤول عن الخيانة والتخاذل ؟ ومنْ المسبب والمتورط والمندس والمرتشي بهذا العار الوطني ؟ الذي اهلك العباد والشجر والحجر , ودمر المتلكات العامة والخاصة , وتشريد اكثر من مليون نازح ومهجر ومتشرد . ولماذا هذه الانهار من الدماء طوال ثلاثة اعوام من احتلال الموصل من قبل داعش والدواعش . ولماذا جاء النصر الكبير بهذا الحجم بالثمن الباهظ ؟ . ولكن من جهة اخرى من المعادلة , جاء النصر بمثابة سقوط الاحلام الداعشية والبعثية واذنابهم وتوابعهم وحواشيهم المتلونين والحربائيين , من ايتام البعث المشاركين في مهازل حكم المحاصصة الطائفية . هؤلاء جميعاً . كانت هم عين على الحكم المحاصصة الطائفية الهزيل , والعين الاخرى على الدواعش , فقد وضعوا سلتهم في سلة داعش المجرم , بأنها القوة العتيدة والوحيدة , القادرة ان تعيد مجدهم الساقط من جديد , بعودة البعث الى السلطة مجدداً , وفي احتلال بعداد ( قادمون يا بغداد ) . تحت سلطة الارهاب والجريمة , في اسلوب السيف والساطور والذبح , وهم بهذه الاوهام يحاولون ايقاف الزمن والساعة برجوع عقاربها الى الوراء الى الحقبة البعثية , ويعودون الى الحكم مجلجين بشارات النصر البعثي , وان خلافة الخرافية باقية الى الابد , تتمدد وتتوسع , بالذبح والخراب . لكن حساباتهم سقطت وفشلت , وتحطمت على صخرة الوطن , الى النهاية السوداء , بالاندحار الكامل بالهزيمة النهائية . ان معارك تسعة شهور من المعارك , سجل الجيش العراقي والقوات المشاركة معه , اروع الصور البطولية , والعزيمة الوطنية في النصر , بدحر داعش نهائياً وطي صفحته السوداء الى الابد , هذه المعارك شهدت التقدم تلو التقدم , وانتهى مطاف المعركة الى الحسم النهائي , بمحاصر داعش المجرم وتطويق الخناق عليه , وسد ابواب الهروب والفرار , . مما جعل القتلة الاوغاد , ان يكشفوا عن وجوههم الوحشية الحقيقية , بأن جعلوا مئات الالاف من الاهالي دروع بشرية لهم . ولم تنفعهم الاسلحة الثقيلة والسيارات المفخفخة , والخدع الاجرامية والوحشية , في تجنيد النساء بالاحزمة الناسفة , بحجة الهروب من الحصار . مع هذا سقطت خلافة الخرافة والشعوذة الهمجية . وتحقق النصر الوطني المبين . الذي لم يأتي إلا بالثمن الباهظ من الخراب وانهار من الدماء . لكن سقوط داعش المجرم , درس بليغ لكل الاحزاب الاسلامية الحاكمة , وخاصة الى قادة الاحزاب الشيعية , التي تعلمت سياسة الانبطاح وكشف العوراتهم امام داعش والدواعش دون خجل , درس بليغ الى اصحاب التسوية مع ايتام البعث بالمصالحة , واصحبوا يزينون ويجملون صورتهم القبيحة لاعوان البعث . انه درس بليغ لسياسة النهب واللصوصية , لولا الفساد المالي والر شوة , لما خلق من يبيع شرفه وضميره ومسؤوليته وواجبه الى داعش والدواعش . درس بليغ الى الحكم المحاصصة الطائفية , الذي خلق النزاعات التناحرية والشقاق والتفرقة , بالخطاب الطائفي , الذي خدم داعش والدوعش . انه درس بليغ لابد من محاسبة السياسيين المسؤولين الذين خانوا الشعب والامانة , ممن سببوا هذه الكوارث الدموية والمادية . لابد من محاكمة المتخاذلين والخونة , وان عدم محاسبتهم ومحاكمتهم , سيفتح الباب مستقبلاً لخونة ومتخاذلين جدد , ان يبيعوا شرفهم وضميرهم ومسؤوليتم , لمن يدفع لهم مالاً . آن الاوان لمحاكمة الخونة الذين سببوا هذه الكارثة العظمى . حتى نسد الباب ونستريح , وإلا فأن الكوارث قادمة في شكل وثوب جديد ..................... والله يستر العراق من الجايات !!
|