الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الشعب الصابر!

لم أجد شعبا صابرا يتحمل أكثر ما يتحمله البشر في كل بقاع الأرض مثل الشعب العراقي!

فها هو الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة يواجه العدو بكل ما أوتي من قوة ولم يصبر على المحتلين. وهناك الافارقة ينتفضون ويرقصون ولم يصبروا على جوع أو اضطهاد. وهناك الشعوب الآسيوية تتطور باستمرار علما وتكنلوجيا وثقافة، إلا الشعب العراقي الذي قضى الخمسة عقود الماضية بين حرب وحصار وتقشف!

قطع الحكام للشعب وعدا بأنهم سيبيعون الفائض من الكهرباء التي تزيد عن حاجته، وبعد مرور سنوات على ذلك الوعد الكهربائي، بقي حال المواطن كما هو، محتارا بين « المولدة» وبين « الوطنية « التي وصلت لحدودها الدنيا!

تقاطعات الشوارع مرمى للنفايات، ! ومع هذا فهو صابر على التهمة الجائرة بأن المواطن ليس نظيفا!

مستوى التعليم انخفض بنسبة عشرة بالمائة قياسا بالعام الماضي، والشعب صابر ! وإذا ما تفوق أبناؤه واكملوا دراساتهم ، فإن تعيينهم في إحدى دوائر الدولة سيكون حلما، في ظل بيع وشراء المناصب!

الخريجون الجدد صابرون على مضض، فلا تظاهرة ولا احتجاج ولا عصيان مدني. الذكور يبحثون عن أي عمل كان حتى لو « عتال « في «الشورجة»، خاصة أن معظم المعامل قد أغلقت أبوابها ومنذ زمن بعيد. أما الإناث فمركونات في البيت،كأي قطعة اثاث، إلى أن يأتي ابن الحلال ليخرجهن من هذا السجن إلى سجن الزوجية!

عند كل أزمة يعدونه بأنهم سيرفعون « السيطرات والحواجز « ، إذا ما عدت الأزمة على خير! وإذا بالسيطرات يزداد حماسها في التفتيش وفي التحري والضابط فرح بأن يرى صفا طويلا جدا من السيارات تنتظر التفتيش لتدخل لهذا الحي أو ذاك وليس إلى المطار أو إلى دولة مجاورة! ومع هذا يقع انفجار في نفس الحي على بعد أمتار من السيطرة المعنية. والشعب صابر من أجل حمايته رغم الوضع الأمني الذي لم يتحسن. والوضع المعاشي الذي لم يتحسن. والشعب صابر رغم الوضع الصحي الذي لم يتحسن. والبنية التحتية التي لم تتحسن والزراعة التي لم تتحسن. والصناعة التي لم تتحسن.

الشعب العراقي صابر على ما يحب. حب وطنه اكراما للجيش العراقي وقواته المسلحة بكل فصائلها التي الإرهاب وانتصرت اخيرا في معركة تاريخية حاسمة. علما أن هذا الشعب الصابر ساهم مساهمة فعالة ومباشرة في المعركة ليس من خلال صبره فقط، بل لانه قدم خيرة شبابه على مذبح هذه المعركة والشهداء خرجوا من بيوت هذا الشعب الصابر .

شعب صابر على من سلّم ثلث أراضي العراق بيد داعش!

والشعب صابر عن الفاسدين وملفاتهم التي تزكم رائحتها النتنة الانوف!

الشعب صابر.. ولكن للصبر حدود!

  كتب بتأريخ :  الخميس 20-07-2017     عدد القراء :  2541       عدد التعليقات : 0