الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
هل أنصفنا الجواهري ..؟!
بقلم : عبد السادة البصري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

منذ أن عرفتُ القراءة والكتابةَ ، وفي سنواتي المدرسية الأولى أواخر ستينات القرن الماضي قرأت وحفظتُ أبياتا لشاعرٍ كان معلمنا يقول عنه :ــ انه أشعر العرب حالياً ! ، وما أن كبرتُ قليلاً ودخلت المتوسطة حتى أخذتُ أبحثُ عن قصائده لأحفظها ، وأذكر في السبعينات كنت في العطلة الصيفية أشتغل بأجرٍ يومي وحين أتسلم نهاية الأسبوع راتبي اهرع الى إحدى مكتبات مدينتي ــ في قضاء الفاو كانت فيها أكثر من ثماني مكتبات أهلية ومكتبة عامة تحتوي أمهات الكتب ــ لأشتري ما عرضه صاحبها من كتبٍ ومجلات ، وما أن وقع بصري على ( ديوان الجواهري ) حتى مددتُ يدي لأشتري الجزء الأول من إصدار دار الرشيد للنشر آنذاك ، حملته فرحاً وأنا أركب دراجتي الهوائية ذاهبا الى بيتنا في أقاصي جنوب القلب ، وحالما وصلتُ البيت ودون أن أطلب زاداً رحتُ أقرأه بنهم وفرح لا يوصف !تذكّرت فرحتي تلك وأنا أقرأ إعلانا لاتحادنا العريق ــ اتحاد الجواهري ــ عن إقامة فعّالية كبرى يوم غدٍ في ذكرى رحيله ، قلت في قرارة نفسي :ــ لماذا لا نقيم مهرجاناً كبيراً يليق بقامته السامقة ؟! ونحن في اتحاد الأدباء ابتدأنا باستذكاره مباشرة بعد سقوط النظام الفاشي وأقمنا الدورة الأولى لمهرجان الجواهري في تموز عام 2003 لتبدأ سلسلة الدورات وبمجهود ذاتي من قبل الاتحاد بالأمور المالية والفنية ، حيث اخذ اتحادنا على عاتقه إقامة مهرجان الجواهري كل عام وصولاً الى عام 2014 ومن ميزانيته الخاصة دون دعمٍ حكومي يُذكر !

وفي عام 2015 قُدّم مقترح لطبع ديوانه كاملاً على نفقة الاتحاد وبطبعة منقحة ومحققة وأنيقة وفاخرة لكن المقترح ذهب أدراج الرياح لأسباب مالية وفنية !

محمد مهدي الجواهري ــ شاعر العرب الأكبرــ الذي أسس اتحاد الأدباء وكان أول رئيس لهيأته الإدارية ، كما أسس نقابة الصحفيين وأول رئيس لها أيضا ، يستحق منّا الكثير، فهو رمز شعري كبير وقامة أدبية وإبداعية يفخر بها العرب جميعا ، علينا أن نسعى جاهدين الى :ــ

ــ نقل رفاته من سوريا الى مسقط رأسه في النجف الاشرف.

ــ إطلاق اسمه على الشارع الذي يمر من أمام الاتحاد وحتى ساحة الأندلس، مثلما أطلقت النجف الاشرف على احد شوارعها .

ــ إقامة تمثال كبير وسط بغداد أسوة بتمثاله في ساحة اتحادنا .

ــ إقامة مهرجان شعري عالمي باسمه كل عام .

ــ طبع أشعاره ومذكراته وما كُتبَ عنه بعدة لغات ونشرها على نطاق واسع .

ــ الاهتمام باتحاد الأدباء ــ اتحاد الجواهري ودعمه . وهناك الكثير من المقترحات من الممكن العمل عليها لأننا مهما أقمنا من مهرجانات استذكارية أو ندوات أو أي شيء لن نكون قد أنصفناه بعد ، ما لم نسع إلى تحقيق ما ذكرته أعلاه وان نجعل نصب أعيننا قوله :ــ ( سلام على هضبات العراق ...) أو ( حييت سفحك عن بعد فحييني ...) !

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 25-07-2017     عدد القراء :  1698       عدد التعليقات : 0