الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الهالوين في بغداد

   تلونوا ، ، تناسلوا ، انشطروا لن تَمحُون من ذاكرة الشعبِ ،فالخراب والدمار انتم صناعه و سراق ماله هو انتم .

   هذه الايام تتلون الكتل السياسية وتُغير خطابها طمعا بفقدان الشعب لذاكرته لعل الجماهير تنتخبهم مرة اخرى ، لكن بتلونهم هذا يؤكدون تمسكهم برموز الفساد وليس لديهم استعداد بالتخلي عن اصنامهم ، لو لاحظتم كل الانشطارات التي حدثت تبقي على الصنم لم يختاروا حتى صنم جديد بل الصنم القديم هو ربهم الاعلى .

   انشطر المجلس الاعلى وبرز حزب جديد على رأسه الصنم ، الحكيم ، وقبله انشطر حزب الدعوة واسس دولة القانون ولكن الصنم نفس الصنم المالكي وقريبا سيلد حزب الدعوة مولوداً جديداً سيكون صنمه حيدر العبادي ، وكذلك انشطرت القوى السنية وعلى رأسها النجيفي والخنجر والجبوري والهاشمي والعيساوي ولو كان عدنان الدليمي على قيد الحياة لكان معهم ولكن تم تعويضه بظافر العاني ، هؤلاء احتكروا العمل وصار لهم مهنة رغم فشلهم ربما الفشل اصبح مهنة لهم لانهم اتقنوها .

   انا اتحدث هنا عن عناصر الفساد ، عن سياسيي الطائفية الذين انتعلا الطائفية ، فلا فرق بين يمنى ويسرى كلاهما تحتذي الطائفية بهما وتتنقل حيثما تشاء ، فلا فرق عندي شيعي كان ام سني كلاهما (يك حساب) لا فرق بين شهاب الدين واخيه بهاء الدين كلا الاخوين ضرا... انهما متمسكان ببعضهما ، انهيار احدهما هو انهيار للاخر فلا طائفية بدون شيعي طائفي وسني طائفي انهما يحافظان على حياتهما سوية ، موت احدهما يعني موت الاخر ، انهما توأمان سياميان .

   كما ان الهالوين هو استذكار للاموات الذين يقدسهم البعض وبنفس الوقت هو استذكار للرعب والخوف ، لا تعتقدوا ان هذه الاحزاب مسالمة ومسكينة وتريد التودد للشعب ، هذا التلون و الانشطار ليس ورقتهم الاخيرة بل القتل والاغتيال والتآمر هي الورقة الاخيرة ، سيستخدمون اكثر الوسائل خسة من اجل البقاء ، بالنسبة لهم انها معركة حياة او موت ، انهم يعلمون علم اليقين انهم لن تقيم لهم قائمة ان تخلوا عن السلطة لذلك هم يراوغون ويتلونون تلون الحرباء ويتمسكنون تمسكن الثعالب .

   لنأخذ مثال او نموذج لدهاء بعض هذه الثعالب ، تتذكرون مبادرة الحكيم بطرح التسوية التأريخية التي كانت تدعو لتحالف سني شيعي ونسيان الماضي ، نسيان الضحايا وسرقة المال العام ، ولما جُوبه بالرفض من قبل الجماهير المحتجة لجأ الحكيم للتهديد عبر شعار محاربة الالحاد وهو الشعار الذي قُوبل بالشجب والرفض من قبل فئة واسعة من المثقفين والسياسيين ، وعندما افلس الحكيم من التسوية التاريخية ومحاربة الالحاد لجأ للحكمة ،لجأ لتيار الحكمة !

   حتى وان طرح الحكيم المشروع  فانه لن يمثل نفسه بل يمثل كل سياسيي الفتنة من الشيعة والسنة ، فالتسوية ايدتها كل الطغمة السياسية الفاسدة وكذلك خطاب محاربة الالحاد رقص له الطائفيون جوبي .

   على كل حال عيد الهالوين لن يمر بشوارع بغداد بل سيمر بقاعات الاجتماعات والفضائيات وكلا الوسيلتين مدفوعتي الثمن، الشعب لن يفقد ذاكرته مرتين  .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 31-07-2017     عدد القراء :  2175       عدد التعليقات : 0