الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مزاعم لا بد من تفنيدها

ثمة أربعة مزاعم اساسية تعتمدها القوى المتنفذة في حملتها التضليلية ضد التيار المدني. وهناك بالتأكيد "حجج" ملفقة اخرى، تضغط هذه القوى من خلالها على الشخصيات المستقلة، لتحول دون انخراطها في الجهد المنظم للتيار المدني الديمقراطي.

اولها الزعم بعمالته للخارج، والولاء للولايات المتحدة الامريكية مثلا، واللقاءات في السفارات الاجنبية، والتمويل الاجنبي، ثم اخيرا: العمالة الفكرية! ولتفنيد هذه المزاعم لا يحتاج التيار المدني الى جهد كبير. فالدولة واجهزتها الامنية طوع بنان المتنفذين انفسهم، كذلك القوانين التي شرعوها لتدوير وتأبيد وجودهم في السلطة. ولو كان عندهم دليل واحد على ما يدعون، لما انتظروا طوال هذه المدة.

اما ادراج من جاءوا على ظهر الدبابة الامريكية ضمن قائمة المدنيين، فهو نفاق كبير. فمثل هؤلاء "المجاهدين" هم حلفاؤهم وشركاؤهم في السلطة ومفاسدها، ومن جاؤوا بالقطار الامريكي يحتلون مواقع متميزة في مكاتبهم. وقد سجل التأريخ بحروف من نور معارضة التيار المدني للمشروع الامريكي، الذي ركض غيره وراءه دون كلل. ومؤتمرات لندن وفيينا وصلاح الدين شاهد على ما نقول.

والزعم الثاني هو عدم اشتراك المدنيين في المعركة ضد الارهاب، من دون السؤال عمن سلم الموصل ومعها ثلث اراضي العراق الى داعش، وتسبب في الخسائر البشرية الفادحة من شبابنا الطيبين، ومنهم شهداء سبايكر والصقلاوية وغيرهما، الى جانب الخسائر المادية الضخمة.

ان تقييم الحرب يشكل واحدة من صفحاتها، كذلك معاقبة الخونة والفاشلين والجبناء والمتلكئين. وهذا ما شدد عليه التيار المدني، الى جانب دوره السياسي والاعلامي في استنهاض قوى الشعب لمقاومة الارهاب، والتصدي له، وتهيئة الاجواء لتحرير المناطق التي طالها الارهاب. ولم يبخل التيار المدني بدماء ابنائه، واعتبر ان بناء مؤسسات الدولة العسكرية والامنية، وتشجيع انصاره على الانخراط فيها، من اهم مظاهر الاسهام في المعركة. كما ان احدا لا يمكنه انكار سقوط شهداء عديدين من منتسبي الحشد ومن الاعلاميين، الذين هم ابناء عوائل تنتمي الى التيار المدني. ثم ان التيار المدني لم يحصر التصدي للارهاب في الجانب العسكري وحده، رغم اهميته. بل ركز ايضا ودائما على الجوانب الاخرى، ومنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري. ومؤكد ان المعركة الفكرية التي يخوضها التيار المدني ضد الفكر الظلامي هي احدى اهم جبهات مقاومة الارهاب.

اما الادعاء الثالث فيتمثل في اتهام المدنيين بالتحلل المجتمعي والتدهور الاخلاقي ونشر الرذيلة! فهل هناك يا ترى رذيلة اكبر من الفساد؟

ان هذه التهم السقيمة لا تنطلي على احد، والكل يدرك ان المتسبب في التحلل والتفكك الاجتماعيين والتدهور الاخلاقي هم طغمة الفساد ومن يحميهم ويرتبط بهم مصلحيا. وليس سرا ايضا ان الناس هم من اطلقوا على ممثلي وشخصيات التيار المدني تسميات مثل اصحاب الايادي البيضاء، بعكس المتنفذين ومن يواليهم من اصحاب الايادي التي تلوثت بنهب المال العام.

واخيرا هناك تهمة الالحاد، التي يوجهونها الى خصومهم السياسيين من المدنيين، بعد ان سقطت لديهم الحجة، وضاع عليهم الدليل، ووقعوا في البهتان. فمن اساؤوا الى الدين هم الفاسدون، الذين منهم من استخدم الدين غطاء لفساده واستئثاره بالسلطة ومغانمها. لكنهم فشلوا في جر المدنيين الى الصراع في ساحة الدين. ذلك ان القضاء هو ساحة الصراع معهم على ما اقترفت اياديهم من فساد، وعلى ما نهبوا من اموال عامة، وعلى نقص الخدمات، وفقدان الامن. اما موقفنا من الدين، فكما قلنا ونكرر دائما: نحن نحترم الدين والمتدينين، ونحترم الطقوس والشعائر والحق في ممارستها، لأننا ببساطة ووضوح من دعاة حرية المعتقد والضمير.

  كتب بتأريخ :  الخميس 17-08-2017     عدد القراء :  2910       عدد التعليقات : 0