الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تخبط برلماني!

كل البرلمانات في العالم تمثل شرائح مختلفة من مواطني بلدانها، واعضاؤها يدافعون عن مصالح الناخبين، أغنياء كانوا أو فقراء، إلا البرلمان العراقي - مع استثناءات قليلة بين اعضائه قلة أصابع اليد الواحدة - فالبرلمانيون ما ان يدخلوا تحت قبة البرلمان حتى تتراءى لهم مصالحهم الشخصية او مصالح قيادات كتلهم فقط!

وما جرى في الآونة الأخيرة يدعو إلى الاستغراب والعجب، إذ أن البرلمانيين يترددون كثيرا ويدخلون في نقاشات عقيمة حين يتعلق الأمر بقوانين تهم مصلحة الناس، ولكنهم يسارعون الى حسم كل ما يؤمّن لهم مصالحهم ومصالح كتلهم المتنفذة! ولهذا سارعوا الى التصديق على قانون سانت ليكو بعد ليّ عنق القانون وجعله بصيغة 1.9 ليتأكدوا من عدم صعود ممثل عن القوى والكتل التي تدعو لبناء نظام مدني قائم على المساواة الحقيقية بين المواطنين في الحقوق والواجبات!

المعضلة الكبيرة في القانون الانتخابي الذي تم التصديق عليه (بعد ان تم خفض الصيغة إلى 1.7 لذر الرماد في عيون المتظاهرين المعارضين له) أنه مشروع حقيقي لسرقة صوت الناخب من قبل القوى المتنفذة!

والمضحك المبكي في هذه القضية ان بعض النواب الذين صوتوا في الاقتراع السري مؤيدين القانون المذكور، يصدعون رؤوسنا في الفضائيات ليل نهار عن ضرورة ترسيخ المدنية في المجتمع، وتثبيت مفهوم الحرية في انتخاب من يمثل الشعب. ولولا خشيتهم من غضب المتظاهرين في ساحة التحرير، لوجدتهم وسط الساحة يهتفون مع الهتافين ضد البرلمان وتشريعاته المجحفة!

انهم يتناسون حقيقة ان المواطن اليوم لم يعد نفس المواطن في تسعينيات القرن الماضي، إذ توفرت له الآن نوافذ مفتوحة على مصاريعها لمعرفة الواقع بدقة. لذلك فانه اليوم لا تنطلي عليه اكاذيبهم فيما هو «ينشوي» واطفاله من شدة القيظ في ظل ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، في وقت أصبحت الكهرباء الوطنية ضيفا عزيزا يندر زيارته لبيوت المواطنين!

أما الماء فهو الآخر راح يقلد الكهرباء بقلة زياراته وخاصة في الأحياء الفقيرة. ولا نريد أن نذكّر مجددا بتردي الخدمات بشكل عام.

ترى.. كيف تستطيعون إقناع المواطن بتجديد انتخابكم وقد اصبحتم داخل التغطية وليس خارجها) والمواطن لن تخدعه اغراءاتكم بالبطانيات او بأكياس البطاطا او بتحريم الزوجة عليه إذا لم ينتخبكم!

لقد خَبِر المواطن التقنية الاكترونية الحديثة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح « امفتح باللبن «، وهو يعرف انكم بضاعة فاسدة غير قابلة للتدوير، لذا فإن اصبعه جاهز للضغط على» دِليت ْ « بمجرد مرور اسمائكم أمامه!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 23-08-2017     عدد القراء :  2493       عدد التعليقات : 0