الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عيد «لومانيتيه» الثاني والثمانون

ليس اعتباطا ان يتحول الاحتفال بصحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي « لومانيتيه - الإنسانية « من « مهرجان لومانيتيه « إلى « عيد لومانيتيه «، لأنه يشكل عيداً وطنياً شعبياً حقيقياً لمختلف شرائح المجتمع الفرنسي. هذا العيد الذي يؤمه خلال أيامه الثلاثة في عطلة الأسبوع الثاني من شهر أيلول في كل عام، أكثر من نصف مليون زائر. ومن هنا تأتي فرادته في العالم فهو يعد أكبر مهرجان عالمي للصحافة اليسارية.

يقام المهرجان منذ عقود في الضاحية الشمالية لمدينة باريس، على مساحة ستة وستين هكتارا، بواقع أربعمائة وخمسين خيمة تحتضن معظم منظمات الحزب الشيوعي الفرنسي في المدن الفرنسية المختلفة. كل مجموعة تقدم تراث وتقاليد مدينتها او منطقتها من فن وموسيقى وازياء، بالإضافة إلى مائة خيمة للصحافة الشيوعية واليسارية في العالم، تلتقي في ركن خاص اسمه « قرية العالم « حيث تجد الفيتنامي والكوبي والجزائري والعراقي والصيني والبرتغالي وعدد لا يحصى من يساريي وشيوعيي العالم.

وانفرد العراق منذ مطلع السبعينيات، بخيمة «طريق الشعب» التي تعد ملتقى للجالية العراقية في فرنسا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام. وقد أصبحت هذه الخيمة محط احترام الفرنسيين والاوربيين.

وعودة الى العدد الكبير من الفرنسيين الذي يساهم كل عام في هذا العيد خلال أيامه الثلاثة، نظرا للجهود الحثيثة والدؤوبة للشيوعيين الفرنسيين الذين نجحوا في تحويله إلى عيد وطني يحتفل به كل أطياف الشعب الفرنسي ويجد فيه ما يفتقده من خطاب رصين في السياسة والثقافة والفن والاجتماع. حيث يقدم خلال العيد اجمل النشاطات الفنية من موسيقى وغناء، تتوزع على مسارح في الهواء الطلق بحضور نجوم الفن الفرنسي والعالمي. كما ان للطفولة حظوظها الكبيرة في العيد والتي تجد ما يسلي وما ينفع. ويعقد خلال الأيام الثلاثة عدد كبير من الندوات السياسية والثقافية والمجتمعية التي تتناول كل مناحي الحياة. كما نستطيع أن نجد عددا ضخما من الكتب الصادرة في فرنسا، ويختار عدد كبير من الكتاب توقيع اصداراتهم الجديدة في هذا العيد!

وتنظم سنويا حملات تضامن مع الشعوب التي تتعرض لانتهاكات صارخة، ومنها خاصة الشعب الفلسطيني الذي كان لقضيته حضور متميز في كل عام.

انطلق عيد لومانيتيه المرة الأولى عام 1930ولم يتوقف الا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية. وها هو يقام في ايام الجمعة والسبت والاحد المقبلة للمرة الثانية والثمانين تحت شعار « حرية، عدالة، سلام» من أجل عالم خال من الكراهية والحروب، تسوده المحبة والأمان والعدالة والسلام!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-09-2017     عدد القراء :  2133       عدد التعليقات : 0