الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تضامن وأفراح وأمل!

امتاز عيد «لومانيتيه» الفرنسي عن غيره من المهرجانات الدولية بتجسيد فكرة التضامن الأممي الفعال من خلال عدد كبير من النشاطات السياسية والثقافية والفنية. واحتلت القضيتان الكوبية والفلسطينية موقعي الصادرة في حملات التضامن تلك دون أن ننسى بقية الشعوب التي تحتاج إلى وقفات تضامن فاعلة ومنها شعبنا العراقي. وكان الشيوعيون الفرنسيون سباقين بالتضامن معنا وخاصة بعد الحملة الفاشية الشرسة التي شنها النظام السابق، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ضد الحركة اليسارية في العراق والتي أدت إلى هروب آلاف المثقفين من وطنهم، ليتوزعوا في الشتات، ولخضوع عشرات الألوف من العراقيين إلى التحقيق في دوائر الأمن والمخابرات البعثية. وكانت نتائج تلك التحقيقات تعذيب وتشريد واعدامات. وشكل الفرنسيون مع رفاقنا لجنة للتضامن مع ضحايا النظام الدكتاتوري وقد أصدرت هذه اللجنة كتابا ارشف وقائع وشهادات عن تلك الفترة المظلمة.

الانظمة الاستبدادية تخشى كثيرا من تفعيل فكرة التضامن الأممي، ورغم تبجحها بعدم الاكتراث بها إلا أنها لا تتردد في اتهام الناشطين في هذا المجال بالعمالة لهذه الدولة أو تلك!

عيد «لومانيتيه» هذا العام شهد حملة تضامن مع المعتقلين في السجون الاسرائيلية وفي السجون العربية مع الذين تم اعتقالهم إثر مشاركاتهم في تظاهرات الاحتجاجات المدنية التي تعم عواصم عربية عديدة ومنها العراق.

وكان أحد ضيوف خيمة «طريق الشعب» في عيد «لومانيتيه» هذه السنة الناشطة أفراح القيسي التي تحدثت، في ندوة عن حرية التعبير نظمتها الخيمة وقدم لها الاعلامي المعروف عماد جاسم، عن ظروف اختطافها في بغداد مطلع هذا العام، ونجاح حملة التضامن بإطلاق سراحها.

كما شهدت الخيمة العديد من النشاطات السياسية والثقافية والمسرحية الغنائية فكانت هناك ندوة عن الحراك الجماهيري في بغداد تحدث فيها الرفيق حسين النجار عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بشكل مفصل عن الحراك وعن أهمية جهود التيار المدني في التصدي للفساد ولنظام المحاصصة.

وبما أن الأمل كبير بمستقبلنا فكان للفرح متسع من خلال الموسيقى والاغاني التي قدمتها فرقة جمعية الموسيقيين بقيادة الفنان كريم الرسام. وتجسد الفرح بأجمل صوره حين اعتلت الفنانة أمل خضير المسرح الفني لتغني تلك الأغاني البغدادية الجميلة و شاركها جمع غفير من العراقيين وأجانب بالرقص والدموع على أمل اللقاء في وطن يرفل بالسعادة والامان!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 20-09-2017     عدد القراء :  2172       عدد التعليقات : 0