الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الاستفتاء بين التمر والدستور!

ابتداء أرى ان النكات المقصودة التي تسخر من شعب او مكون ما، صغر ام كبر، لا تخلو من كراهية وعنصرية تجاه ذلك الشعب. لذا فإن الدول المتقدمة منعت مثل تلك النكات واصبح مطلقوها يقاضون أمام المحاكم حتى لو كانت بنية حسنة!

جئت بهذه المقدمة، لارفع عن نفسي الاتهام بالسخرية من اي كان، ولأقول ان صيف هذا العام كان محرقا شديدا جافا ومتعجرفا، والأهم من ذلك انه تمدد واستطال وقد نضج التمر ولم تتوقف تلك الحرارة، حتى استغرب ذلك المواطن الذي أقنعه « البعض « بأن سبب الحرارة هو التمر، فاقترح ان يقطف والاصح ان تقص عذوقه درءا لحرارة الصيف!

وهذا يذكرني بالعلاقة التي تربط بين الاستفتاء والدستور. فالبعض يرى أن إجراء الاستفتاء غير قانوني ولا يتفق مع الدستور. والدستور يقر في الباب الثامن - الأقاليم والمحافظات والبلديات والهيئات المحلية وتحديداً في المادة 53 الفقرة (ج) بانه «يحق لمجموعة من المحافظات خارج إقليم كردستان لا تتجاوز *الثلاث* فيما عدا بغداد وكركوك، تشكيل أقاليم فيما بينها. وللحكومة العراقية المؤقتة أن تقترح آليات لتشكيل هذه الأقاليم، على أن تُطرح على الجمعية الوطنية المنتخبة للنظر فيها وإقرارها. ويجب الحصول بالإضافة إلى موافقة الجمعية الوطنية على أي تشريع خاص بتشكيل إقليم جديد، على موافقة أهالي المحافظات المعنية بواسطة استفتاء.»

وهكذا بقي الدستور حمال أوجه عديدة. فهو يقر الاستفتاء كما هو واضح، ولكن لا يبيح المساس بكركوك. ولا أعلم هل الذين يتباكون على وحدة العراق سوف يملكون دموعهم لو ان القيادة الكردية لم تخضع كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها للاستفتاء؟ أم أن هذا البعض يبكي على نفط كركوك لأنه سيذهب برمته إلى إقليم كردستان ؟!

ولو افترضنا أن كركوك بلا نفط فهل كنا نسمع نفس اللغط؟!

انا اقول ان العراق لم ينه بعد معركته العسكرية مع داعش، ولم يبق إلا القليل. فلو انتظرت القيادة الكردية إنجاز هذه المهمة، لكان هناك حديث آخر أقل تشنجا. وفي كل الأحوال نقول أن الحوار لم يستنفذ كل طاقته من أجل اخراس قعقعة السلاح الكريهة، التي لا يمكن ان نعتبرها إلا نذير شئم بالنسبة لكل شرائح ومكونات الشعب العراقي.

وابعدوا النفط عن الحوارات لانه كما قال الشاعر الكبير مظفر النواب:

« على النفط يجمعنا الغرب جميعا

وعلى النفط يذبحنا الغرب جميعا»!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 26-09-2017     عدد القراء :  2154       عدد التعليقات : 0