الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
قصّة فساد عند قُبّة الإمام!

الفساد مرة أخرى، والفساد دائماً.. لأنّ الفساد، في عواقبه، أكثر تدميراً من الإرهاب والحروب، بل هو ممّا يجلب الإرهاب والحروب.. وماعانيناه من إرهاب منفلت وحرب كارثية على مدى السنوات الثلاث الماضية كان ابناً شرعياً لفساد الحكومات السابقة المتواصل إلى اليوم.

فسادنا الذي مارسته ورعته وحمته الأحزاب الحاكمة، نخرَ الدولة كلّها من الداخل ، من دون استثناء لأي من دوائرها ومؤسساتها.. هذا الفساد حرم الناس من التمتّع بالحياة الكريمة التي انتظروها طويلاً، حتى بأدنى المستويات، وأدنى مستويات الحياة الكريمة أن تتوفّر للجميع الخدمات الأساس: الصحة، التعليم، الكهرباء، الماء، الصرف الصحي، والنظافة.

إليكم قصة فساد جديدة، هي واحدة من آلاف القصص .. فساد فاقع لم تراعِ فيه الأحزاب الحاكمة (الإسلامية) التي مارسته ورعته وحمته حرمةً لأبي الأئمة، علي بن أبي طالب، فالفاسدون في هذه القصة مارسوا فسادهم ورعوه وحموه غير بعيد عن ضريح الإمام الذي يزعمون الانتماء إليه ويدّعون الذياد عن حياض مذهبه.

هي قصة الفساد في مؤسسة مطار النجف التي يديرها ويرعى فسادها مدير ليس إسلامياً فحسب وإنّما هو معمّم ..!

والقصة نرويها على لسان عضو مجلس محافظة النجف زهير الجبوري الذي أدلى بتصريح صحافي أوضح فيه أن تشكيلة مجلس الإدارة لمطار النجف "اعتمدت على المحاصصة الحزبية للكتل الموجودة داخل مجلس المحافظة،وهذا خطأ واضح لأنّ (المطار) دائرة تنفيذية ويجب أن يُختار لها أشخاص أكفاء ذوو اختصاص ومهنيون، وهذا الفساد الأول بعينه..... الاحزاب السياسية تفرض سيطرتها التامة على مطار النجف والإيرادات والمشاريع الاستثمارية يتم تقاسمها في ما بينهم ".

السيد الجبوري يزيد في الايضاح فيقول إن " مجلس الوزراء أكد على وجود شبهات فساد مالية وتعاملية في المطار وأمر بتشكيل لجنة للتحقيق في هذا الموضوع الا أن توصيات اللجنة لم تقدّم شيئاُ جديداً " ، لافتاً إلى أن " الخطأ الفادح هو أن أعضاء مجلس المحافظة وهم في دور رقابي كانوا يُصدرون الُوامر ويوقّعون الصكوك ويمارسون دوراً تنفيذياً واضحاً، وهذا الفساد لا يحتاج الى وثائق لأثباته".

وبلغة الارقام يتابع السيد الجبوري روايته لقصة الفساد في مطار النجف: " الكلف المالية لأعمار المطار تكشف خروقات مالية كبيرة حيث أن الكلفة التخمينية لمدرج المطار في الكتب الرسمية حُدّدت بـ(35) مليون دولار في عام 2014 وفق الكتب الرسمية، و(لكن) يتم إنجاز هذا المشروع في عام 2017 بضعف المبلغ المذكور، 72 مليون دولار، وفي ما يخصّ قاعة الاستقبال حيث قُدّرت الكلفة التخمينية لإنجازها عام 2014 من قبل ادارة المطار م (35 – 45) مليون دولار، و(لكن) يُحال الى الضعف في عام 2017 بمبلغ إنجاز مقداره 109 مليون دولار".

وعن عواقب هذا الفساد يختتم عضو مجلس محافظة النجف روايته: " أموال المطار صُرِفت من استحقاقات محافظة النجف وليس من الاستثمار، حيث انحرمت المحافظة من 100 مشروع تبليط ومستشفيات ومدارس، ولا يدّعي أحد بأن المشروع استثماري وصرفت 116 مليار من ميزانية المحافظة لأنشائه، ولم يقدم المطار ديناراً واحدً لأبناء المحافظة، حيث تذهب ايرادات المطار الى جيوب الأحزاب، والمشاريع الاستثمارية يتم تقاسمها بينهم".

ولما أدرك شهرزاد الصباح سكتتْ عن الكلام المباح.. ليتواصل مسلسل الفساد في النجف، عند قبّة الإمام علي، وفي سواها ليلاً ونهاراً.!

المدى

  كتب بتأريخ :  الخميس 12-10-2017     عدد القراء :  1707       عدد التعليقات : 0