الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
لو دامت إلك ما وصلت لغيرك!

استوردت القوى السياسية المتنفذة في العراق اسوأ القوانين الانتخابية التي انتجتها البشرية، وزادتها ضغثا على ابالة بالتعديلات التي أجريت عليها، وعلى سبيل المثال اقر البرلمان العراقي قانون «سانت ليغو» في الانتخابات البرلمانية السابقة، ولوجود اعتراضات دستورية عليه رأت المحكمة الاتحادية بطلانه ودعت إلى تشريع قانون جديد يضمن التمثيل الاوسع للقوى السياسية العاملة في الساحة العراقية. فكان التعديل الذي أقره البرلمان أكثر سوءا من القانون السابق، بل عمل بالحد الابعد من الاقصاء لتنفرد الكتل الكبيرة بالبرلمان، وتقصى القوى التي استطاعت الحصول على تمثيل قليل في البرلمان.

ويبدو أن هذه القوى رأت في صعود هذا القليل تأثيرا على توجهاتها. فعملت على ابعاده من خلال القانون الجديد. ورغم المطالبات الشعبية بضرورة التعديل وطرح مبادرة منصفة من رئيس الجمهورية، الا أن المتنفذين ساروا بمشروعهم هذا لزيادة الاضرار بالعراق والعملية السياسية التي ستخلو من الصوت الآخر، الذي ينحو منحى وطنيا في رؤيته وتوجهاته.

التمثيل الحقيقي لجميع قوى الشعب يتطلب وضع قانون منصف يعتمد معيار الاصوات التي يحصل عليها الفرد، ليكون ممثلا حقيقيا للشعب، وذلك باعتماد القائمة الوطنية الموحدة التي تعتمد على الاصوات التي يحصل عليها المرشح بغض النظر عن الاصوات التي حصلت عليها كتلته. فالكثيرون من النواب صعدوا بأصوات غيرهم وهم لا يمثلون ارادة الناخب العراقي رغم الشرعية القانونية التي اسبغت عليهم من خلال قانون جائر فرضه المتنفذون.

ابتسم سوادي الناطور بغيض مكتوم وقال: «تريد ارنب اخذ ارنب تريد غزال اخذ ارنب.. وهذا حكم القوي. بالله بربك صايره دايره واحد يحصل ثلثمية صوت يصير نايب واللي يحصل عشرين الف ما يصير لان الاغا كتلته حصلت اصوات أكثر؟ وشنو علاقة الكتله بالتمثيل؟ ومثال على هذا رفيقنا جاسم الحلفي حصل أصوات أكثر من أصوات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب مجتمعين، و»هذا ما لا يحدث الا في العراق» كما يقول الافندية، يعني ولاية بطيخ، والقوي ياخذ الرچيچ والما يعجبه ايدگ راسه بالحايط. واللي يكتلك ويشبعك قهر واحدهم من يطلع بالتلفزيون يگول آنه ممثل الشعب، ولك من جيره بوجهك، أنته تمثل الالف صوت الحصلتهن وما تمثلني ولا تمثل غيري، وهذا قانون الله مو قانون ابنادم لاچن وآه من لاچن صايره «ابيتنه ونلعب بيه» و«الك يا طويل الذراع»، بس لو دامت الك ما وصلت الغيرك وهسه تشوفون!».

  كتب بتأريخ :  الإثنين 16-10-2017     عدد القراء :  2361       عدد التعليقات : 0