الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
اللاعنف والتعصب القومي

ما جرى في الآونة الأخيرة، بعد الاستفتاء، من إشكالات واشتداد ازمة واستبداد بالرأي وتلويح بالاحتكام للسلاح، كشف بما لا يقبل الدحض بأن ما زرعته الانظمة المتعاقبة على حكم العراق، وبالاخص نظام البعث المقبور، خلّف في نفوس عدد كبير من المواطنين نوعا من الكراهية والعداء المبطن بين كل الأطراف.

وهذا يتجلى في ممارسات مختلفة ، وابسط هذه الممارسات النكتة، حتى البريئة منها! علما ان النكتة سلاح ذو حدين فيمكن أن تستخدم لأغراض التشهير والتحقير والتقليل من الشأن والازدراء والإقصاء (يتذكر العراقيون في منتصف تسعينيات القرن الماضي وما تلاها، كيف حولت ماكنة النظام الدكتاتوري الإعلامية، النكات التي كانت تتردد عن الاكراد لتطلق وتشاع على قبيلة الدليم، لأن ابنهم الشهيد محمد مظلوم حاول أن يغتال الدكتاتور صدام. ولكن المحاولة لم يكتب لها النجاح).

يؤكد علماء النفس أن سلوك الانسان قولا كان او فعلا، ليس بريئا بل يكمن، غالبا، في نقطة اللاوعي التي تتجلى في ممارساته اليومية. ومن أجل تشذيب وتهذيب ذلك السلوك لا بد من ان تلعب التربية والتوعية الخاصة والعامة دورا مهما سواء في المناطق الكردية ام العربية. بمعنى أن يتدخل البيت في إعادة تشكيل الوعي البسيط للمواطن باهمية الإخوة والعيش المشترك من أجل بناء وطن مستقبلي يستوعب كل أبنائه، دون التفريط بهذا المكون او ذاك.

ثم تاتي المدرسة لتلعب دورها الخاص. فالتعليم، وخاصة في المراحل الأولى منه، ذو أهمية قصوى في ترسيخ المفاهيم الإنسانية، رغم تحفظنا على منهج التعليم الحالي والتردي والتسيب الحاصل في المدارس، وبالاخص في المناطق العربية.

وبعد هذا لا بد من سن قانون واضح، وضوح الشمس، لا لبْسَ فيه ولا تأويل، يشدد على محاسبة وتجريم كل من تسول له نفسه الاساءة الى اي كان من النحل والملل من شعبنا العراقي، سواء بالكتابة على صفحات التواصل الاجتماعي ام باطلاق نكتة في مقهى، او بالتحريض علانية، خاصة أولئك الذين يحتلون مساحات من المكانة الشعبية، كأن يكون شاعرا او عالما او فنانا او خطيب مسجد وسواء كان المنبر اسودا ام ابيضا!!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 01-11-2017     عدد القراء :  2073       عدد التعليقات : 0