الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الأزمة الاخيرة (2) الأسباب، المضاعفات، النتائج

توصلت في ختام مقالتي الأخيرة (الأزمة الأخيرة - الأسباب، المضاعفات، النتائج) الى ان شرخا خطيرا قد المّ بعلاقات الاخوة و التضامن بين العرب و الكورد، و هذه من بين المضاعفات التي خلفتها الأزمة الأخيرة، و الى ان اعادة بناء الجسور التي تهدمت، رهن باعادة بناء الدولة العراقية على اساس المواطنة، لا المحاصصة، الدولة المدنية الديمقراطية.

كنت انطلق في ذلك منظور ستراتيجي ، يتطلب تحقيقه امدا قد يطول.

لا يمكن ، بالتأكيد، ترك هذه المسألة الخطيرة، و تداعياتها، التي قد تتعمق، بحسب تطور الأوضاع، و هو امر لا يمكن التكهن به، رغم ان الأزمة بدأت تأخذ مسارها الصحيح : الحوار المفاوضات الخ...

لا يمكن ترك هذه القضية بين ايدي السياسيين، الذين بسبب صراعاتهم على السلطة و الثروة، بغض النظر عن مسؤولية كل طرف، فيما تطورت اليه الامور. فهذه القضية، تخص، ايضا، و بالأساس، الشعبين.

يمكن، بل يجب، ان تبدأ و تنشط، في المركز خصوصا، مبادرات من شأنها ان تساهم في اعادة بناء الجسور، في تخفيف مشاعر المرارة التي خلفتها الازمة، على الجانب الاخر، بسبب مقامرة الاستفتاء، غير المحسوبة، غير المسؤولة، و التداعيات التي رافقتها، و خلفتها، التي لم تتم فصولا، و الحد من مشاعر التطرف القومي، التي اشعلها و اضرم اوارها سياسيون، على الجانبين، و ما يزالون  .

تتحمل القوى الديمقراطية في المركز، احزابا و تيارات و منظمات، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني (المرأة، الشبيبة، التجمعات الثقافية على تنوعها) مسؤولية كبرى في هذا الصدد، بشكل خاص التحالف الديمقراطي المدني الذي انفض مؤتمره مؤخرا.

يمكن الدعوة الى ندوة حوارية يشارك فيها سياسيون، مثقفون، اكاديمون، من الحانبين، تناقش الأزمة الاخيرة : اسبابها، تداعياتها، نتائجها، و كيف يمكن تجاوز، او بالحد الأدنى تخفيف، التداعيات و النتائج السلبية التي خلفتها على علاقات الأخوة و التضامن بين الجانبين (احاول تجنب بعض المصطلحات الأشكالية، مثل المكون،الخ... التي قد تثير بعض الحساسيات ، رغم ما الاقيه من صعوبة)

يمكن ، بل يجب، استئناف النشاطات الثقافية والرياضية المشتركة، المتبادلة : المعارض، المباريات الرياضية الخ...و يمكن الأستطراد الى ما لا نهاية.

ستجابه هذه المبادرات و النشاطات، في البدء، بالرفض، او التحفظ او الأزورار، و ربما ما هو اكثر، و هذا امر متوقع ومفهوم

لكن المهم البدء ، ذلك ان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة!

  كتب بتأريخ :  الخميس 02-11-2017     عدد القراء :  1806       عدد التعليقات : 0