الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
زلزال \"مدني\"

إذاً النائب خالد الأسدي لايكتفي بتطيير الفيلة في الفضائيات ، كما كان يفعل أيام الدعوة للولاية الثالثة ، فقد اتضح اليوم أن طموحه أكبر ، ومسعاه أعظم ، ما يريد الأسدي تطييره هو : الفساد الذي استشرى في جسد الدولة منذ 14 عاماً ، ففيل الأسدي هذه المرة يريد أن يسحق كلّ من ينادي بدولة المواطنة ، إذن تعالوا معنا لنصدِّق ، أنّ : " 5 % من الفاسدين من الإسلاميين والبقية من المدنيين والعلمانيين"

وفي حلبة الخراب هذه تتسلى النائبة عن تيار الحكمة حمدية الحسيني بالظهور في الفضائيات ، وقبل يومين فاتها أن تشرح لمتابعيها، كيف أنّ الاعتراض على قانون الأحوال الشخصية مخطّط لإفساد شباب المسلمين وتقليل نسلهم.. وها هي تبرع في " مهنة " تطيير الفيلة " ، عندما تصرّ على أنّ الزلزال الذي أفزع العراقين أمس كان بمثابة تحذير ، لأن النائبة العزيزة تعتقد أننا شعب ارتكب الكثير من المعاصي بسبب تظاهرات " المدنيين ، ولهذا حلّت علينا لعنة " الرجّة " الكونيّة " كما يسمّيها المرحوم ابن الجوزي .

ظهور النوّاب على الفضائيات جعلنا نفقد حاسّة المتعة بما يعرض على الشاشة الصغيرة . ولهذا تبلّدنا وصرنا لا نرضى بعدد محدود من قتلى الزلازل . وصارت هوايتنا اليوميّة السخرية من المصائب.

لا أحد يريد أن ينظر إلى الكوارث الطبيعية بعين العلم ، كل شيء قضاء وقدر وكأنما مكتوب على هذا الشعب أن يُحكم من الجهلة قضاءً وقدراً ، وأن تُسرق أمواله قضاءً وقدراً ، وأن يُقتل أبناؤه قضاءً وقدراً ، وأن يُشرَّد مواطنوه بالقضاء والقدر أيضاً .

المهرّجون لايريدون أن يعرفوا أنّ الزلزال لا يميّز بين الهويّات. إنه دمار أعمى، يشمل جميع الأعراق والقوميّات . ولهذا لايمكن توظيفه بالسخرية من الموتى لأنّهم كرد .

تعمل الكوارث على التضامن ، بأن تنسى الناس أحقادها احتراماً لأرواح الضحايا ، لكنها في العراق تجعلنا نواجه ما هو أسوأ.. صورة النائب العراقي.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 15-11-2017     عدد القراء :  2304       عدد التعليقات : 0