الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
رَّايَاتُ بالعُمُلاتِ الصَّعْبَةِ

بسببٍ من إنشغالي بأمور سَفر زوجتي لزيارة أخواتها، وصلتُ بيتَ صدّيقي الصَدّوق أَبُو سُكينْة من دون حزمةِ الصحفِ التي أعتدتُ حَملها معي كل مرة. قال أَبُو جَلِيل وهو يَكتمُ ضحكتة :

ـ اليوم سوالفكم بلا جرايد راح تكون يابسة وتمن ، وبلا ...

فقاطعه جَلِيل ممازحاً : لا أتفق معك يا والدي، الحمد لله عندنا سياسيين من أخر طراز، طول اليوم، ليل نهار، ساكنين التلفزيون، فلا نحتاج الصحف لمعرفة أخبارهم، وتصريحاتهم النارية، ويمكنك بعد سماعهم ان تطمئن وتنام رغد بأن كل الأمور في العراق سوف يكون لها حل سريع،هكذا هم مع كل أقتراب لموعد الأنتخابات.

قالت سُكينْة : هؤلاء السياسيون، الذين أبتلى بهم الشعب العراقي، هم سبب كل هذا الخراب من حولنا،والتظاهرات الاحتجاجية للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتقديم المسؤولين الفاسدين إلى القضاء وتنفيذ الإصلاحات في مؤسسات الدولة، اتمنى ان لا تهدأ وان تتطور ،لانها رسالة واضحة تعلن لهم موقف أبناء الشعب منهم ومن فسادهم .

قال جَلِيل : كلامك صحيح جدا، لان سياسي الصدفة، قادرين على التناسل بشكل غريب،والتلون وتغيير أثوابهم وشعاراتهم،وإذ نقترب الان من موعد الانتخابات التشريعية،هاهو البعض منهم بدأ وبشكل ديماغوجي فج يحاول أرتداء لبوس المدنية لخداع الناس،وبدأ البعض منهم بشكل صلف بنهش أصحابه من الفاسدين ناسياً أنه فاسد مثل من ينهشه، في صراع مستميت على مواقع النفوذ والثروة.

قلت مشاركا :هؤلاء الفاسدون كانوا وجهاً أخر للارهاب طيلة السنوات الماضية، وكنت أنوي ان أقرا لكم تقاريرا تفصيلية ومعلومات جديدة ،عن محاولات جماعات أرهابية اعادة تنظيم نفسها،فهاهم جماعة "الرايات البيضاء" أو "السفيانيون" بدأوا برفع رؤوسهم في قرى محيط قضاء طوزخورماتو.ومثلما شكل استشراء الفساد في مؤسسات الدولة عاملا داعما لنشاط داعش،فأن عدم القيام باجراءات فاعلة وجريئة لمحاربة الفساد سيمنح هذه الجماعات الارهابية الفرصة لتنشط وتكون تهديدا جديدا لشعبنا وبلادنا.

تنحنح أَبُو سُكينْة وقال: كررنا القول كثيراً بأن جبهة "ماعش" هي من دعم وقوى من شوكة "عصابات داعش"،الان اهل "الرايات البيض"، الاخبار تقول ان رايتهم بيضاء وفي وسطها صورة رأس أسد، وعندنا سياسيي الصدفة الفاسدون، "الماعشيون"، راياتهم من كل الالوان، لكن بالوسط بدل صورة الأسد يضعون صورة واضحة للدولار واليورو وكل العملات الصعبة المعروفة، والصغار منهم يتواضعون ويكتفون بصورة الدينار!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-12-2017     عدد القراء :  2370       عدد التعليقات : 0