الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
خسر المنتخب وفاز الأبرياء

خسر المنتخب العراقي مباراة التأهيل لنهائي كأس (خليجي 23) أمام منتخب الامارات، ليصدم جماهيره العريضة في الداخل والخارج، ويبدد أحلامها بالفوز بالكأس، على الرغم من ترجيحات كفته على الامارات من قبل المحللين الرياضيين والمختصين، بعد نتائجه المميزة في مباريات دور المجموعات .

الجانب الآخر من هذا المشهد الحزين، يتمثل بـالارتياح (المخفي) من قبل العوائل الخائفة على أبنائها من الاصابة بالرصاص الطائش خلال الاحتفالات، كما كانت توردها الاحصاءات الرسمية للاجهزة الامنية والطبية لعدد القتلى والجرحى بعد كل فوز للمنتخب العراقي في مبارياته الدولية.

لقد تحول اسلوب أطلاق العيارات النارية بعد الفوز بمباريات كرة القدم لمنتخب العراق الى (ظاهرة) سلبية لاعلاقة لها بالمفاهيم السلمية والانسانية للرياضة، ولازالت قوائم ضحاياها مفتوحة ومتصاعدة، على الرغم من كل الاجراءات والتحذيرات التي تتخذها الاجهزة الامنية في العاصمة والمحافظات طوال السنوات الماضية .

ان السبب الرئيسي باستفحال واستمرار هذه الظاهرة المسيئة لهيبة الدولة ومؤسساتها الرسمية، هو تسرب الاسلحة والعتاد الى مجاميع وافراد لاينتسبون للاجهزة الامنية، ومااعلنت عنه قيادة عمليات بغداد قبل ايام، عن ضبطها كميات من الاسلحة والاعتدة المتنوعة في (سوق مريدي) أحد الادلة على ذلك، لكن الأهم هو ضعف الاجراءات المتخذة لانهاء الظاهرة، ودليلنا هو اعلان الاجهزة الامنية قبل أيام القاء القبض على (7) من مطلقي العيارات النارية بمناسبة فوز المنتخب في مباراة سابقة، بعد أن اشتعلت سماء العاصمة والمحافظات بنيران الرمي العشوائي من قبل عشرات الالاف من حملة السلاح المرّخص والبدون ترخيص..!.

لقد حوّل الخارجين على القانون أفراح العراقيين الى مآتم في أكثر من مناسبة، وهي ضريبة قاسية يدفعها الأبرياء وعوائلهم في كل مرة، ولاتقابلها عقوبات رادعة من قبل السلطات ضد العابثين بأروح الضحايا وآلام الجرحى وخسائر المتضررين في ممتلكاتهم، وبعد كل واقعة عبث من قبل هؤلاء، تتدخل جهات متنفذه لاطلاق سراح الفاعلين بتسويات واساليب التهديد والوعيد، على حساب العرف والقانون .

نعم .. صدمنا وحزنا لخسارة منتخبنا فرصة الفوز بكأس الخليج، لكن هذه الخسارة (ضمنت)   (فوز) أبرياء بالحفاظ على حياتهم، أولئك الذين كانت ستسقطهم العيارات النارية الطائشة للمنفلتين في احتفالات فوز المنتخب على الامارات، واحتمال فوزه لاحقاً بالكأس، وهي مفارقة لاتستقيم الا في عراق الفوضى وضعف القانون .

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-01-2018     عدد القراء :  2415       عدد التعليقات : 0