الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
الولايات المتحدة ومهابط سلوك الرئيس
بقلم : خليل ابراهيم العبيدي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لم تشهد الولايات المتحدة رئيسا اكثر اثارة للجدل مثل الرئيس ترامب، فقد فاق هذا الرجل بكثير الجدل الذي تعرض له الرئيس ريتشارد نيكسون، والذي ادى الى استقالته، او تنحيه في بداية فترة رئاسته، ان مواصفات هذا الرئيس لا تتناسب ومطالب الرئاسة في اكبر دولة في العالم تدعي لنفسها مركز القيادة فيه او ان لها قدرة حل مشاكله، وقد كان لبعض الرؤساء الامريكيين الدور المهم في تقرير مصير الكثير من المشاكل الدولية.

ان رئاسة ترامب بدأت بالاثارة، والاثارة فقط، للمشاكل سواء تعلق الامر بالداخل، او الخارج، اما في الداخل فقد حامت الشكوك حول تدخل الروس لصالحه في الانتخابات ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون، وبعدها اعلن الحرب مع الاعلام والصحف، وبعدها الخلاف مع القضاء، وله كثير من منابر المناكفة والمنابزة مع الاخرين، وقد تصدت له النساء مؤخرا فاضحين اياه بالتحرش الجنسي، وبسببه اليوم خسر الحزب الجمهوري مقعدا في مجلس الشيوخ لصالح الحزب الديمقراطي، وهذا نذير شؤم في الانتخابات النصفية في العام القادم، اما في علاقاته الخارجية فانه بعكس مسلمات الرأسمالية في العولمة فقد دعا الى الحمائية التجارية، وفي اعادته مسالة الضرائب شرع في عداء الاتحاد الاوربي، كما وانه غادر المعاهدة الدولية للاحتباس الحراري، مخالفا بذلك كل الدول الداعية الى اعادة النظر في انتاج الكاربون،، يضاف الى ذلك منعه المواطنين من بعض الدول الاسلامية من دخول الولايات المتحدة، وفي مجال العلاقات الدولية السياسية فان الرئيس ترامب بدأ يعيد النظر في نفقات حلف شمال الاطلسي، واثار المشاكل من جديد مع كوبا وفنزويلا، اضافة الى حربه الكلامية مع كوريا الشمالية، وانه يحاول اعادة النظر في المعاهدة الدولية بين ايران والدول الست بشان الاتفاق النووي وانتاج الطاقة الذرية للأغراض السلمية في هذا البلد، واخيرا بعد كل هذه المشاكل قام بالاعتراف الرسمي بالقدس عاصمة لاسرائيل، مخالفا بذلك كل القرارات الصادرة عن مجلس الامن، وكل القواعد التي استقر عليها السلوك الدولي بشان جعل القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة،

ان الرئيس ترامب هو رجل اقتصادي ابتليت به السياسة، وهو مثير للمشاكل على الدوام وانه لم يعد محل احترام الكثير من قادة العالم وربما سلوكه هذا يقلص مدة بقاءه في البيت الابيض.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 15-01-2018     عدد القراء :  1572       عدد التعليقات : 0