الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مباديء اشكال الوان – تتغير بتغيير الطبخة

أمور أجتماعية كثيرة تثير حفيظتي، وأقوال مأثورة ومصطلحات ومفردات تربينا عليها وكبرنا معها، صدقناها وتصورنا بأنها ميزان الحياة ومنها التعبير الكلاسيكي (الخريطي) مبدأ!؟

لم أكن اتوقع يوماً بان مصطلح المبدء (يكرم القراء) يقبل في طيه مفهوم فعل اخلاقي حسن أو دنيء، حتى بدأت أسمعه على افواه (السختچـية).

إحدى معاني المبدأ هو: مُعتَقَد، قاعدة أخلاقية أو عقيدة

بهذا التعبير يدل على ان لا يمكننا حصر المباديء بالمعنى الإيجابي، لأن إي عقيدة ممكن تكون ثابتة او مهزوزة او تتغير حسب قناعات الأنسان (المستقيم - والبهلواني) بمرور الزمن، ومن تعاريف العقيدة:

الحكم الذي لا يقبل الشك لدى معتقده!

وهنا تتباين العقيدة في مفهومها وقيمتها الأدبية، فهناك من تأمره عقيدته بقتل المختلف عن دينه او واجب محاربته، وآخر استمد عقيدته من فلسفة حرية الأنسان وأختيار ما يريد، وقد تؤدي به الحرية إلى الشذوذ الذي يرفضه مجتمعنا الشرقي وإن وجد الكثير جداً منهم، وقد ينافس الغرب الذي يكفل حقوقهم القانون الذي وضع ببعد انساني لا تعرفه دولنا.

اما المعتقد هو الآخر لا يخلوا من المطاطية: ما يعتقده النسان ويؤمن به بحيث لا يقبل فيه الشك: ولكل أمة معتقادتها!

وبالعودة إلى تعريف المبدأ كقاعدة أخلاقية!! ماذا يعني هذا الكلام؟

هذا ما يفسره التعريف التالي: جمع الخلق هو مجموعة من ثفات نفسية وأعمال الأنسان التي توصف بالحسن والقبح!

والأخلاق الأجتماعية: عادات او  قيم أجتماعية تختلف بأختلاف الظروف

بالتعاريف اعلاه لمفردات لها علاقة بعضها ببعض، يتبين ان ليس هناك على الأطلاق تحديد يفسر المبدأ كما كنّا نعتقد كلمة سامية، بل قد تكون في الحضيض أيضاً، خصوصاً وأن الأنسان معرض لتحريف مبدأه او تحديثه او حتى استبداله بآخر، لوجود عدة عوامل تفرض التغيير أحياناً كثيرة، منها التحمل النفسي الذي يتسببه المجتمع او القانون بتمسك الشخص بمبدأه الذي يدفع ثمناُ كبيراً لأجله، او قد يكون الرغبة الملحة للمال او الطمع يجعل صاحب المبدأ الألتفاف حول نفسه لخلق مبدأ آخر ومن الأمثلة على ذلك:

نجد في دول القمع تعرض اصحاب المبدأ الفكري الذي يختلف عن فكر الدولة عرضة للتعذيب، لتنتهي قابلية لمعذب بالتحمل إن لم تكن لديه القوة الكافية إضافة للأصرار، ويتخذ فكر آخر كمبدأ له.

تعريف مضحك: المبدأ الأساسي للعمل هو النية

ويبدو ان النية أتت من اللحم النيء قبل ان يستوي في الطبخة

ومن الأمثلة الأقرب لواقعنا ككلدان، نجد اشخاص سبق وأن كانوا مدافعين عن الكلدان وكنيستهم وقوميتهم قبل الطبخة، واليوم اختلفت مبادءهم لا بل عقيدتهم ومعتقدهم وأتخذوا إسماً آخراً على أساس الحاجة وليس القناعة.

ومن الكلدان أيضاً من أختلف مع كاهن او اسقف او باطريرك او حتى تنظيم، فتغيرت اقواله عن أصله وبدأ بتسقيط ما كان عليه.

كلداني آخر تنقل من البعثية إلى الكلدانية إلى الآغاجانية ومن ثم الآشورية، وكلداني آخر يتأرجح تارة مع الآكراد وأخرى مع الشيعة! على خلفية القول المأثور: حس الطبل خفّن يرجليه

كلداني ربح رضى المراجع العليا في جنوب العراق، وأصبح شيخاً في عمر المراهقة، فمدحه وأيده من يعتقدون إنهم كباااار!

هذا ولا تخلوا الساحة من اشخاص يعملون على أساس أنهم كلداناً، لكنهم نفعيون وانتهازيون ومتسلقون على الظهور، يمارسون اخبث ما تعلموه خلال تاريخهم الشاذ المشين، ويستعملون دنائتهم ليظفروا بكرسي حتى وإن كان على بهيئة شمعة.

وأي كلدان هؤلاء الذي يحاربون اول أئتلاف كلداني للخوض في الأنتخابات، فكشفت أوراقهم ولم يبقى يمقدورهم سِتْرِ  مثالبهم بورقة توت!؟

هذا هو الواقع الصحيح، يتجمل البعض بمفردة مبدأ، ليبدوا أن لكل مجموعة مهما كانت مباديء قد تتغير، ولكل فرد مبدءه وان تقلّب:

فريق رقص يعملون على مبدء مدربهم، ولكل راقصة مبدأها في الهز

للقردة مباديء في اسلوب عيشهم بين الآشجار وفوقها، إنما لكل منهم مبدأ مسنقل في تسلق النخيل و (التنطنط) على السعف.

المهرجين بشكل عام من ثوابتهم إقامة العروض، ولكل مهرج مبدأ في توصيل عرضه...  بذكر المهرج (ما اعرف ليش) تذكرت فد إسم مستعار!؟

(البوبيات الحلوين) يستميلون أصحابهم وفق مبدء لحس الأقدام الذي يختلف طريقته من (بوبي إلى جرو).... والأمثال لا حصر لها!

بذلك يمكننا ان نعتمد كلمة مبدأ لوصف حالة ما قد تكون حسنة او شاذة، والمبدأي ليس بالضرورة إنسان محترم.

وبعيد عن الحسد ...لدينا الكثير من المبدئيين محسوبين على الكلدان كنسياً وقومياً يحاربون الكلدان! مبدئيون قلباً وقالباً من أعلى (صماخهم) إلى نعلهم، ورغم مثالبهم إلا أنهم مبدئيون بلا حدود!

  كتب بتأريخ :  الإثنين 05-02-2018     عدد القراء :  2217       عدد التعليقات : 0