الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
8 شباط الأسود 1963 .. او الجمعة السوداء بتاريخ العراق
بقلم : وداد عبد الزهرة فاخر
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لم يمر بتاريخ العراق يوما دمويا يحمل في طياته الكره والحقد والانتقام مثل يوم 8 شباط الأسود 1963 ، ولندعوه وهو الأفضل بيوم ” الجمعة السوداء ” ، حيث استباحت قطعان الحرس القومي من البعثيين ، وحلفائهم القوميين والاخوان المسلمين حرمة الوطن العراقي ومواطنية ، وجرت الدماء سيولا بدون توقف .

فقد انتج الزواج الغير شرعي بين وكالة المخابرات المركزية CIA وحزب البعث الفاشي مولودا سفاحا ، اطلقوا عليه اسم ” عروس الثورات ” . هذه العروس التي عرف الجميع عدم عذريتها بعد ان هتك عرضها الحبيب الأمريكي .

ما نريد التذكير به بان على أي عراقي عدم نسيان ذلك اليوم المشؤوم ، وتلك الجمعة السوداء من رمضان ، والتذكير به وبجرائمه لابنائنا واحفادنا لكي لا يتكرر ذلك اليوم الأسود ، يوم نجح التحالف البعثو امريكي رجعي ديني ، سني وشيعي بالقيام بانقلاب فاشي لوأد ثورة 14 تموز 1958 ، التي اسقطت حلف بغداد ، واخرجت العراق من هيمنة الإسترليني ، وسنت قانون الإصلاح الزراعي ، ووقفت مع فقراء العراقيين ، وسنت الكثير من القوانين التقدمية خاصة دورها في احتضان المراة العراقية ودورها الجديد الرائد بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 .

واذا عدنا للذاكرة فأن ما جرى فعله البعث مرة أخرى بواسطه تنظيمهم الجديد الذي رعته أمريكا الذي اطلقت عليه اسم ” داعش ” . فقد حولت مؤسسات مدنية رياضية وعسكرية إلى سجون ضمت الآلاف من المعتقلين المعارضين للانقلاب، ومنها قصر النهاية سيء الصيت وملعب الإدارة المحلية في المنصور والنادي الأولمبي في ساحة عنتر في الأعظمية ومعسكر الخيالة وراء السدة والسجن العسكري رقم واحد في معسكر الرشيد الذي كان مخصصاً في السابق للسجناء العسكريين ولكنه تحول بعد شباط 1963.

وترأس ومارس مجرمون دور الفاشي المحترف كما ذكر في الرواية والمذكرات التي نشرتها السيدة ابتسام الرومي وتوفيق الناشئ، والتي تحكي عن قصة سفرهما المرير بين قصر النهاية والمعتقلات الأخرى، فأشارت الرومي إلى ” أسماء الجلاوزة الذين ساهموا بتعذيب المعتقلين في قصر النهاية وكان على رأسهم كل من مدحت ابراهيم جمعة وعبد الكريم الشيخلي( اغتيل هو الآخر على يد البعث في السبعينيات) ومحسن الشيخ راضي وخليل العاني ومنعم عبد القدوس وحازم جواد وبهاء شبيب وهاشم قدوري وابو طالب عبد المطلب الهاشمي وخالد علي الصالح وكريم شنتاف واياد سعيد ثابت وحميد خلخال ونجاد الصافي وصباح المدني وعبدالله السامرائي وحسن العامري وايوب وهبي وتحسين معلة وسالم منصور وآخرون.

وورد في مذكرات هاني الفكيكي القيادي البعثي ، وكتاب “المنحرفون” الذي صدر بعد انهيار حكم البعث في السنة نفسها بعد انقلاب عبد السلام عارف على حلفاءه البعثيين ، والذي كشف حجم الأهوال التي تعرض لها الشعب العراقي، وخاصة المرأة العراقية، على يد حكم البعث، ولا مذكرات أحد الفلسطينيين اللاجئ حالياً في السويد والذي كان شاهداً على المشاهد المروعة في “مسلخ قصر النهاية”، ووصف عملية قلع عينا الشهيد سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وتقطيع أوصاله على يد الجلادين القتلة من شذاذ الافاق .

وللدلالة على الفاشية البعثية نورد رواية العضو القيادي لحزب البعث في المؤتمر القطري السوري المنعقد في 17 أذار 1964 المقدم محمد عمران بالقول: [حين زرنا العراق أثرنا موضوع القسوة في قتل الشيوعيين، فكان الرأي أن المنفذين هم الحزبيون – البعثيون.. وحادثة جرت ذات مرة أن كلف ضابط بعثي بإعدام 12 شيوعياً، فقال أمام الكثيرين أنا لا أذهب إلا لإعدام خمسمائة على الأقل ولا أذهب لإعدام 12…] – والضابط هو المجرم عبد الغني الراوي -.

واعترف القيادي البعثي السابق صلاح عمر العلي بالقول:”…أن أخطاءً (!!) وقعت لدى وصول الحزب إلى السلطة في 8 شباط 1963، ويقر بأن الحرس القومي ذهب بعيداً في ممارسة العنف ضد الشيوعيين وكان مطاردة الشيوعيين تحولت هدفاً في حد ذاته. ويشير إلى لجنتين للتحقيق تسببت في إعدام كثيرين خصوصاً اللجنة التي كانت تضم هاني الفكيكي ومحسن الشيخ راضي… ” .

كما يعترف طالب شبيب وزير خارجية البعث حينها، ويؤكد أن [حوادث الإعدام الفوضوية وبشكل خاص مجزرة معسكر الرشيد ضد ضباط لم تكن سمعتهم سيئة، قد تمت بأمر من صالح مهدي عماش وبحضور السعدي، إذ جيء بهؤلاء في الليلة الثانية للثورة وجرى ضربهم وإهانتهم وإدانتهم بأعمال مختلفة ثم قتلهم… وعندما سمعنا بما حصل لم نعلق ولم نعترض…] .

وأورد هنا نصا مقتبسا من موضوعة للدكتور عقيل الناصري بعنوان “من تاريخية العنف المنفلت في العراق المعاصر انقلاب 8 شباط 1963 “: (2-4) : يقول شبيب في (مراجعات، ص 175 أنه: [في الاسبوع الأول للثورة قرر المجلس الوطني تشكيل لجنة عليا من مسؤولين من الحزب لديه معرفة تنظيمية وسياسية بتركيبة الحزب الشيوعي وأساليب العمل السري المعتمدة… وكان من بين المكلفين بهذه اللجنة أعضاء من قيادة فرع بغداد وشعبها، كنجاد الصافي وأبو طالب الهاشمي ومدحت إبراهيم جمعة وأحمد العزاوي وبهاء شبيب وعمار علوش، ثم إلتحق بهم ناظم كزار وصدام التكريتي وعبد الكريم الشيخلي…] وعلى أثر المجزرة التي إقترفها صالح مهدي عماش وأعدم الحياة لعشرين شيوعياً، يُكمل شبيب القول (ص. 176): [… بعد تنفيذ الاعدام ذهب إلى مجلس قيادة الثورة وحصل على قرار للمصادقة على قتلهم… ومنذ تلك الحادثة قررت القيادة القطرية ربط هيئة التحقيق كلها بمكتب جديد سمي بالمكتب الخاص ورئيسه عضو قيادة قطر العراق لحزب البعث وهو محسن الشيخ راضي، وتم بوجود المكتب الجديد قطع صلة هيئات التحقيق بوزارة الداخلية ووزيرها حازم جواد وبمدير الأمن العام جمبل صبري البياتي…] من هذا النص يتضح أن القيادة القطرية كانت تشرف على أعمال التعذيب. وما أورده نضال البعث أعلاه يُكذب إدعاءات شبيب الذي يحاول رفع المسؤولية الجنائية عنهم أوتخفيفها بحجة شل فعالية الجهاز العسكري للحزب الشيوعي. علماً أن المكتب الخاص إتخذ من قصر النهاية مقراً له حيث كان يداوم فيه يومياً السعدي والفكيكي وعماش والشيخ راضي وغيرهم من الخط الأول لحزب البعث العراقي.

وحزب الفاشست البعثيين ، هو من اشعل من بعد ذلك حرب العراق مع ايران ومقدار الضحايا الأبرياء من الطرفين الذين راحوا ظلما بدون وجه حق ، وعدد المعوقين ، والارامل والايتام . بعد ان جاء حزب البعث بمجرم عريق اسمه صدام حسين للسلطة حتى يوم سقوطه ، وسقوط حزب العفالقة يوم 9 نيسان 2003 .

ويكفي ان نتذكر ان الانقلابيين القتلة اعدموا بدم بارد يوم 9 شباط قائد ثورة 14 تموز 1958 ، الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الابطال العقداء فاضل عباس المهداوي ، وطه الشيخ احمد في دار الإذاعة العراقية .. كما جرت تصفية كل من الضباط وصفي طاهر وماجد محمد امين وعبد الكريم الجدة وغيرهم …

المجد والخلود لشهداء الشعب العراقي

والخزي والعار للفاشست البعثيين مجرمي العصر الجديد والنازيين الجدد

* رئيس تحرير جريدة السيمر الاخبارية

www.saymar.org

  كتب بتأريخ :  الخميس 08-02-2018     عدد القراء :  2970       عدد التعليقات : 0