الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
ضرب «بشار» انتشار للإرهاب

هل قبض «ترامب» ثمن ضرب «بشار» حتى يعلن تعهده بضرب سوريا إذا ثبت أن بشار متورط فى استخدام أسلحة كيماوية ضد «دوما الغوطة الشرقية»؟! وما الذى دفع «ماكرون»، الرئيس الفرنسى، إلى تأكيده مشاركة أمريكا فى ضرب سوريا دون تردد، فى مؤتمر صحفى حضره ولىّ العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان الذى تعهّد أيضاً بمشاركته الدول الصديقة فى الضربة إذا طُلب منه ذلك؟ ولماذا تعتزم رئيسة الوزراء البريطانية «تريزا ماى» استخدام القوة العسكرية البريطانية جنباً إلى جنب مع فرنسا وأمريكا ضد بشار؟ ولماذا إصرار هذه الدول الثلاث المتآمرة على صحة اتهامهم باستخدامه سلاحاً كيماوياً لضرب «دوما» على الرغم من نفى النظام السورى، وتعزيز روسيا، استخدامه هذا السلاح نفياً قاطعاً، بل واتهام تركيا بتمويل ودعم المنظمات الإرهابية بهذا النوع من السلاح، واستخدامه ضد المدنيين، وإلصاق هذه الجرائم بالأسد، واتخاذ هذه الأكاذيب وهذه الافتراءات ذريعة لضرب سوريا، وتسليح المنظمات الإرهابية بحجة الدفاع عن نفسها، فهل ستتكرر من جديد مأساة العراق فى سوريا، والاعتداء عليها تحت ذريعة استخدام السلاح الكيماوى، كما تذرّعوا من قبل بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل لضرب واحتلال العراق؟ وهل سيعتذر «ترامب»، الرئيس الأمريكى، «وتريزا ماى»، رئيسة وزراء بريطانيا، بعد ضربهما سوريا عن زعمهما وادعاءاتهما الكاذبة، كما اعتذر من قبل «بوش»، الرئيس الأمريكى الأسبق، «وتونى بلير»، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، عن ضربهما العراق واحتلاله، واعتمادهما بيانات مغلوطة، وتقارير استخباراتية كاذبة عن امتلاك صدام حسين أسلحة الدمار الشامل؟ وكلها أكاذيب، سواء القديمة أو الحديثة، لتحقيق مصالح وأهداف مطلوبة، سواء من أمريكا أو المنظمات الإرهابية.

من ناحية قبض «ترامب» الثمن، نعم قبض الثمن، وسوف تكشف الأيام المقبلة، ويعرف الجميع مَن دفع الثمن، وحجم المؤامرة على «بشار» بعد أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من حصار الإرهاب والقضاء عليه وتشريده. المؤامرة على بشار واضحة ومدفوعة الثمن، ويُعد لها نهاراً وليس ليلاً، وعلى المكشوف، وعلى عينك يا تاجر، والتاجر هنا هو الرئيس الأمريكى الذى يقبض الثمن قبل الضرب، المؤامرة يحاك ثوبها وتكتمل حياكته يوماً بعد يوم، فهذه «إسرائيل» تقصف فى فبراير الماضى اثنتى عشرة قاعدة دفاع جوى سورية بعد إسقاطها طائرة تجسس إيرانية بدون طيار على هضبة الجولان، وتؤكد نيتها ضرب أربع عشرة قاعدة أخرى فى العمق السورى فى الوقت المناسب والمطلوب، وهذا «ترامب» بعد اتهامه نظام بشار بضرب «دوما» بالكيماوى دون إثبات أو تأكيد، يستهدف مطار «التيفور العسكرى»، وسط سوريا بالقرب من حمص، بضربة جوية خلّفت وراءها أربعة عشر قتيلاً زعمت أمريكا أن غالبيتهم من الإيرانيين، ثم هذه المنطقة الآمنة حول «قاعدة الدنف» جنوب سوريا، التى تتمركز فيها القوات الأمريكية وتجهز للهجوم منها، تستخدمها قوات داعشية وتتحصن بها وتعيد ترتيب وإعداد قواتها استعداداً للهجوم المشترك، وفى النهاية هذه التصريحات بالجملة للأقطاب الأربعة التى تخرج بالترتيب والتنسيق تعتمد القرار الأمريكى بضرب سوريا دون مبرر مناسب، هذه عناصر المؤامرة، واللعب فيها أصبح على المكشوف، والعرب نيام وعلى المكشوف أيضاً، وما أشبه نوم الليلة بنوم البوارح، منها، الأولى: غزو أمريكا للعراق تحت زعم أسلحة الدمار الشامل، وتصدير الديمقراطية لبلاد ترزح تحت نيران الديكتاتورية، فلا توصلوا للأسلحة ولا وصلت العراق للديمقراطية، والثانية: كان العدوان الغاشم من حزب الناتو على ليبيا بمباركة جامعة الدول العربية، وهذه بارحة اليوم يتكرر فيها نفس السيناريو، بتفاصيله كاملة، دون زيادة أو نقصان، ونُلدغ من ذات الجحر مئات المرات، فهذا يعلن نيته عن المشاركة، وهذا يقف على الحياد، ولك الله يا سوريا من الأعداء والأصدقاء.

إن ضرب سوريا هو عودة لإرهاب قد انحسر ويكاد أن يحتضر، ومؤامرة محفوظة، أحد عناصرها هذا الخروج الآمن لهؤلاء المرتزقة والقتلة، تحت مظلة وحماية هذه الدول، بأسلحتهم وعتادهم وأهليهم من مناطق سورية، دون وجهة ودون مأوى، هؤلاء ربما قرروا عودتهم إلى سوريا مرة أخرى، بعد أن رفضتهم ولفظتهم بلادهم، وأصبحوا بداية الجهاد من جديد، ورأس الحربة لضرب سوريا، ولن يقف الأمر عند هذا، بل ستجد المنظمات الإرهابية ضالتها وعودتها المحمودة إلى أرض الجهاد ضد الروافض، ومستقرها ومقامها، وسوف تدفع الدول العربية الثمن غالياً، من ساعد ومن سكت وصمت، بعد أن تكون سوريا معقل الإرهابيين ومعينه الذى لا ينضب، ويعاد تصديره إلى دول الجوار دون تفرقة بين من ساعد ومن موّل ومن كان شريكاً فى الاحتلال.إذا ضُربت سوريا وأُزيح بشار فأبشروا، بنى العرب، بالإرهاب العالمى القادم لكم من كل حدب وصوب، يرهبونكم فى بيوتكم ودياركم، وساعتها لن ينفع الندم.

adelnoman52@yahoo.com

"الوطن"  القاهرية

  كتب بتأريخ :  الجمعة 13-04-2018     عدد القراء :  2838       عدد التعليقات : 0