الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
مع مطالبة المسؤولين الإيرانيين بالتعويضات

توالت وتعالت تصريحات المسؤولين في جمهورية ديكتاتورية الفقيه الإسلامية بمطالبة العراق بالتعويضات عن حرب الثماني سنوات. لو كان لدينا سياسيون وطنيون، لقالوا: نعم أهلا وسهلا، أنتم محقون، ونحن نرضى بذلك، لكن العراق هو المسؤول عن الحرب في السنتين الأوليين منها، لأن صدام صحيح هو الذي بدأ العدوان على إيران، ولو إن إيران كانت تهدد استقلال وسيادة العراق، من خلال دعوتها إلى ما سمي بتصدير الثورة، وتطلعها إلى تحويل العراق إلى جمهورية إسلامية خاضعة في إطار ما كانوا سيسمونه «اتحاد الجمهوريات الإسلامية» بقيادة إمام الأمة كما كانوا يسميه الإيرانيون المتبعون لآيديولوجية الثورة الإسلامية، وهكذا كان يسميه أيضا الإسلاميون العراقيون الشيعة، كما يسمونه قائد الثورة الإسلامية، والولي الفقيه، السارية ولايته على كامل الأمة الإسلامية، مع تأجيل مزاولة الولاية الفعلية، باستثناء إيران، ثم العراق كثاني جمهورية إسلامية أراد الإيرانيون والإسلاميون الشيعة العراقيون تأسيسها بعد إسقاطهم لصدام. أقول نعم إن المسؤولين الإيرانيين محقون في تحمل العراق لمسؤولية الحرب للسنتين الأوليين، أما السنوات الست التالية فتتحمل بكل تأكيد إيران مسؤوليتها، لأن صدام كان مستعدا بعد مضي سنتين على إيقاف الحرب، إلا أن الخميني كان مصرا على إدامتها، ويرى في ذلك تكليفه الشرعي، ولذا عندما اضطر إلى إعلان وقف الحرب قال كلمته المشهورة «لقد تجرعت السم»، وكان هتاف الجماهير الغيرانية الموالية للخميني «جنگ جنگ تا پیروزي»، وكان يهتف بها الإسلاميون العراقيون الموالون لإيران مترجمة إلى العربية «حربا حربا حتى النصر»، وتضيف جماهير حزب الله اللبناني «زحفا زحفا حتى القدس». ثم لو كان لدينا سياسيون وطنيون لطالبوا إيران بالتعويضات عن كل ما سببته للعراق من 2003 حتى يومنا هذا، بانتهاكها سيادة وأمن العراق، وتجاوزها على مائنا ونفطنا واقتصادنا، والتدخل المضر في كل الشؤون الداخلية للعراق، علاوة على التصريحات المتكررة التي تهان فيها من قبل السياسيين الإيرانيين سيادة وكرامة العراق. فهل سمعنا مسؤولا عراقيا قد نطق بما يحفظ للعراق كرامته الوطنية أمام الأطماع الاستعمارية لإيران؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 13-08-2018     عدد القراء :  2778       عدد التعليقات : 0