الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
غياب القدوة – القائد – المثال

المسرح السياسي

جميعنا يعرف النكتة السياسية القديمة التي تبنتها كل الشعوب المبتلية بالحكم الدكتاتوري، وهي ان الرئيس اراد ان يختبر محبة شعبه له، فذهب متنكراً إلى السينما، وأثناء المقدمات قبل الفلم من دعايات وسرد اخبار الزعيم المفدى، صفق الجميع حال ظهوره على الشاشة الكبيرة عدا القائد الضرورة، فمال له من بجانبه قائلاً له:

صفق احسن ميدغدغون عرضك!! (تغيير تكتيكي بتبديل الأصل الجميل الى يدغدغون).

هذا النكتة ولا يغفل ذلك على العبقري والبهلول، يتبين من خلالها خوف مع تملق الشعب، بالإضاف الي ان المسؤول الواحد احد كان مقتنعاُ بأن رعيته تحبه، خصوصاً وانه حيثما ذهب يخرج امامه (المتشنترين) ينطنطون أمامه (ويهوسون) له ويتغنون بطلته، مع اهازيج يصاحبها الرقص بالغطرة والعقال او ربطة العنق، وعند الضرورة القصوى بما يستر من اوراق التوت متشبهين بالسيد آدم وعقيلته التي كسحته من الجنة، عدا رقص النساء الذي يصعب علينا فرز المربية الفاضلة من ربة البيت وراقصة الملاهي خوفا من اغتصاب جماعي قد يلاحقهن من اجهزة الأمن بمرأى من عوائلهن، ففي الوقت التي تعتبر فيه النسوة عورة وتجلب العار في اي طلّة، يرقصن امام التلفاز بمرأى الملايين احتفاءً بزيارة الطاغور وما اكثر (الطواغير) وتنوعهم!!

هذا كان وما زال حال العراق والدول الشرق اوسطية والقادم اسوء

فمن يحب القائد، ومن يكرهه؟ اقصد قائد سياسي كان ام روحي، هذا إن لم يكن قد افرغ هذا المصطلح العظيم من المعاني الأخلاقية!

نكتة السينما الآنفة الذكر مع التأمل بالدغدغة وتبعاتها تشرح لنا الكثير.

المسرح الديني

بأحدى تعاريف رجل الدين والتي افضل ان اعبرعنه بالمجازي:

رَجُلٌ دَيِّنٌ : مُتَمَسِّكٌ بِأَهْدابِ الدِّينِ، وتفسير ذلك من خلال التعريف التالي: تَمَسَّكَ بِأهْدابِ الدِّينِ : ثَبَتَ عَلَيْهِ وَأخْلَصَ لِقَوَاعِدِهِ وَمَبَادِئِهِ.

وبتعبير آخر، رجل دين، اي الشخص الذي يجب ان يكون انعكاساً عملياً لتعاليم ربه إن كان خالقاً ام طوطم او شيطانـ او إلهاً من نسيج الخيال.

ورجل الدين بحسب معلوماتي (اللي طاح حظها) وعقل عنها الزمن، هو من يقود شعب او مجموعة إلى نفس الطريق الذي هو اختار بمحض إرادته ان ينعم فيه.

وبذلك اصبحنا لا نحتاج الى اي تفسير للكتب الدينية، بل كل ما علينا ان نعتبره قدوتنا ونتمثل به، أن احب نحب مثله، ان كان حمامة سلام نصبح معه زاجل مرسال الحب، وإن ابتسم نتعلم منه الأبتسامة حتى لو (انشكت حلوكنة).

في المقابل، ان تكبر او سرق وتسلط باسلوب متعالي، او استغل ربه والبشر وخان معبده وووو(عيب أكول)، نتعلم منه كل ما يفعل وصولاً إلى ما بعد الـ  ووو، (ونبقى إحنا وضميرنا! وبذلك نضمن الدنيا والآخرى مثله تماماً، حيث لن نجد امتع من دنياهم!!

كنيسة المسيح

عندما اقول كنيسة المسيح فحتماً اقصد إحدى الكنائس الرسولية وهي:

الكاثوليكية – الأرثذوكسية – الآشورية

وسميت بالرسولية كونها تأسست على يد الرسل بأرادة المسيح رأس الكنيسة، والجدير بالذكر بأن الكنيسة لم تتأسس بكلمات فارغة او بتمويل مخابراتي، بل على كلمة واحدة وهي قول المسيح (اتبعني)، اي عش حياتك كما انا عشتها، ومن ثم اختبروا تلك الحياة واختبرها من بعدهم تلاميذهم والكثيرين، لذلك كان يدخل إلى المسيحية افواج، واليوم يخرج منها بسبب كهنة واساقفة افواج!!

كان الرسل قادةً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يقودون بتواضع وحب، لذلك كان هناك من يتأثر بحياتهم لأنهم رأوا بهم قادة حقيقين يمكنهم ان يثقوا بهم ويسلمون لهم امرهم.

اليوم ومع اغلب قادتنا (وليس الكل) الروحيين:

لدينا اشباه قادة يحتكمون على الملايين، وجيوبهم ما زالت مفتوحة لأبتزاز المزيد من المؤمنين

لدينا اشباه قادة متعجرفين، يكذبون، غير لطيفين، وغير ودودين، ولا يحسنون التعامل.

لدينا اشباه قادة لا يستحقون ان يقودوا بشراً بل دجاجاً او خرفان، وهكذا هم يتعاملون مع المؤنون في كنائسهم!

لدينا اشباه قادة وضعوا انفسهم بمرتبة اعلى من الثالوث والقديسين، مستغلين جهل وغباء شعب بسبب جهله عاش القائد حياة ترف وتكبر وفساد أداري!

لدينا اشباه قادة لا يمكنهم ان يثبتوا على كلمة، يتعاملون بمزاجية مقرفة وفوقية كريهة!

لدينا اشباه قادة عبارة عن لحم ودم وعظام لا روح فيهم، مع عقل لا يعرف غير الأخذ واختفى العطاء من قاموسه!

لدينا اشباه قادة، الجهلاء يقبلون أياديهم ويشتمونهم في قفاهم!

لدينا اشباه قادة فعلاً يرسلوننا إلى الكناس الأخرى او الألجاد!

لدينا اشباه قادة ونريد ان نرى قادة حقيقيين

فمن له صفاة القائد المسيحي؟؟

شخصيا" عدمت الثقة وبحاجة إلى من يعيدها لي.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 24-09-2018     عدد القراء :  1686       عدد التعليقات : 0