الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
فازت بالسباق الانتخابي لكنها لن تستلم الجائزة

احزاب السلطة لم تفسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فحسب وانما افسدت حتى قوانين الطبيعة، قانون نيوتن المتعلق بالكتلة ، الذي يثبت ان الكتلة الاكبر تكون اكثر جاذبية، ها هي الكتلة الاكبر فاقدة للجاذبية فلا احد يرغب بها بقيادة المجتمع .

فازت احزاب السلطة بالانتخابات ولكن لا يسمح لها بتشكيل حكومة، وهذه مفارقة بحد ذاتها ، احزاب السلطة حتى بفشلها تحاول ان تظهر بمظهر المتفضل على الشعب وقواه الوطنية الديمقراطية وتدّعي ايضاً انها لا تريد ان تتدخل او تؤثر على رئيس الوزراء الجديد ولكنها تنذر عبدالمهدي وتعطيه مهلة سنة واحدة للاصلاح وهي المتهمة بكل هذا الفساد !!! وتتبنى ايضاً مفهوم ان تكون الحكومة غير سياسيه بمعنى انها لا تريد لحزب سياسي لا يجري بفلكها ان يقود المجتمع .

نعوم تشومسكي يقول (للاسف لا يمكن التخلص من احزاب السلطة عن طريق الانتخابات لاننا لم ننتخبهم اصلاً) . وهذه معضلة كبيرة تواجه المجتمعات التي تسعى لممارسة الديمقراطية بينما الفساد والعنف وقلة الوعي متغلغل بها ، احزاب السلطة لها طرقها التي تمكنها من الاستحواذ على السلطة .

في الانظمة الديمقراطية يكون الفرق واضح للعيان ما بين الدولة والحكومة ، للدولة ثوابت ، سيادة القانون من اهمها ولا يمكن المساس بها ، بدون سيادة القانون لا معنى للديمقراطية ، نحن نتمسك بالديمقراطية بينما سيادة القانون غائبة ، الانظمة الديمقراطية الراسخة لا يهمها ان جاءت حكومة يمينة او يسارية طالما تلتزم بالثوابت التي حددها الدستور ، احزاب السلطة ثوابتها مزاجات سياسية، الديمقراطية عندنا ديمقراطية احزاب وليس ديمقراطية شعب لانها تتحكم بكل شيء وتتطلع على كل شيء ولكن المواطن غائب لا دور له يذكر ، لاننا نفتقر للشفافية .

من غير الصحيح الانجرار وراء طروحات احزاب السلطة لانها غير صادقة ونحن نعتقد انها تملك مسدس الطلقة الواحدة فهي لا تملك سوى طلقة الفساد ، ولكن دعونا نوحد قوانا الوطنية الديمقراطية بدلا من انتظار الغيث من غيوم صيفية ، نابليون بانوبرت له قول مأثور :-

(معاناة العالم لا تنبع من قسوة الاشرار وانما من صمت الابرار)

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-10-2018     عدد القراء :  1242       عدد التعليقات : 0