الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
من التداعيات التي أفرزتها تظاهرة تشرين العظيمة.

ماذا علمتنا انتفاضة الشباب؟!

علمتنا انتفاضة تشرين المجيدة، أن السلام هو أقوى من العنف وأمضى من كل الاسلحة والقنابل التي يلجأ اليها المجرمون والضعفاء.

لقد كسرت الانتفاضة طوق الطائفية وهشمت أركانه، وألغت الفروقات والتفرقات التي زرعها الفاشيون بين ابناء العراق والى غير رجعة.

كشفت حقيقة الفرد العراقي وشهامته وغيرته وروح التعاون والمحبة في القلوب، وإن السواعد حين تتكاتف؛ فهي تعمّر ًوتبني دون مقابل وبوقت سريع، ما لم تعمره ولم تبنه شلة السراق خلال السنين الطويلة، مع كل الأموال الطائلة التي تهيمن عليها وتتقاسمها حصصاً بين اللصوص الطامعين الذين نهبو العراق، بدلاً عن أن يبنوا عراقاً نموذجياً مترفاً ومستقراً.

مزقت التظاهرة الباسلة، ستار السطوة الاسود الذي كان يقف حاجزاً متخلفاً بوجه المرأة العراقية البطلة، وفتحت أمامها آفاقاً مضيئة بقناديل مستقبل تستحقه، فأثبتت لكل العالم أن المرأة العراقية هي إيقونة الثورة.

علمتنا جميعاً أن شباب العراق استطاعوا فعل ما عجز آباؤهم أن يفعلوه.

أبهرتنا هذه الانتفاضة بخلق الوعي الجماهيري الشامل، وتصاعده وتزايده يوماً بعد يوم، وخلقت محبة كبيرة بين كل أبناء العراق، فكشفت كم هو نبلهم وروح المساعدة والايثار عندهم.

علمتنا ان الروح الوطنية هي التي تمتلك أعلى

درجات الحب.

وشخصت أعداء الشعب وأحرقت بشمس الحقيقة وجوههم الكالحة وأزاحت الأقنعة المخادعة عن الوجوه.

وجعلت صوتنا يرتفع بقوة لنقول لكل العالم وبفخر نحن عراقيون، بعد أن كنا نحني رؤوسنا خجلاً لأن عراقنا تحكمه المافيات والميليشيات الفاسدة المجرمة.

علمتنا ان البراعم حين تزهر، وتعلو فوق جذورها، فإنها تملأ الارض ثماراً طيبة، وشبابنا الواعد كان هو هذه الثمار.

علمتنا ان روح التعاون جعلتهم يتفوقون على قردة السلطة التي زرعت الفتنة بين ابناء الشعب، وأزالت الفروقات والطبقية التي جاهدت السلطة لتعزيزها في النفوس، واثبتت لنا مدى المساواة الحقيقية بين الطبيب والمهندس وسائق التكتك والعاطل والمهني والطالب، والغني والفقير، وبين الشابات المتعلمات اللائي يسعفن ويعملن ويدعمن وينظفن ارض الحدث، وربات البيوت اللائي يخبزن ويطبخن ويوزعن كمامات الوقاية ويطلقن زغاريد الدعم والتشجيع.

انتشلت وحررت الكثيرين من خيمة العبودية الطوعية، وذللت التمذهب الذي غرسه النظام الفاشي في قلوب المسلمين من ابناء الوطن فيما بينهم.

كشفت الزيف الذي رسم صورة الأسد الوهمية للحرباوات الملوثة. وأثبتت أن حقيقة جبروت الفاشية هو عبارة عن نسج واهٍ لخيوط العناكب الواهنة، وإن اسود هذا الزيف يرتعبون ويخنعون ويجبنون أمام مواجهة الحق.

قلبت المعايير وفضحت السم السياسي المتراكم، وفضحت عدم حرص هذه الحكومة التي لايهمها نزف الدماء الطاهرة وإزهاق أرواح الابرياء من أبناء العراق، وكشفت عمالتهم وولاءهم لدول اخرى وليس لبلدهم العراق، ومن خلال ردود الافعال المتناقضة والمتضاربة بين أزلامها عملاء المافيات، اتضح للجميع أنها حكومة غير شرعية، وانها لادولة، بل هي شلة فاجرة فاسدة، تجر العراق الى منحدر الانزلاق نحو الهاوية.

وأخيراً لقد أثبتت هذه الانتفاضة الجبّارة، أن (المقدس هو الوطن) الذي ينتمي اليه الجميع وليس الى غيره.

طوبى لأبناء العراق الغيارى، ومجداً لشهداء إنتفاضة تشرين المجيدة.

راهبة الخميسي

  كتب بتأريخ :  السبت 02-11-2019     عدد القراء :  1746       عدد التعليقات : 0