الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
أعداء الشعب يستخدمون غازات قاتلة ضد المنتفضين

[لتتسع قاعدة المشاركين بالانتفاضة بأفراد القوات المسلحة]

أنزل الرأي العراقي والإقليمي والعالمي، وكذلك المجتمع الدولي، أشد اللعنات على رأس الدكتاتور صدام حسن وقريبه علي كيماوي بسبب استخدامهما الأسلحة الكيمياوية، لاسيما غاز الخردل وغاز السارين، ضد الشعب الكردي في مدينة حلبچة الجريحة مما أدى إلى في عام 1988 إلى استشهاد ما يزيد عن 5 ألاف إنسان وأكثر من 5000 جريح ومعوق من بنات وأبناء الشعب الكردي ومن مختلف الأعمار، إضافة إلى نفق الكثير من الماشية والخراب والدمار الذي حل بالمنطقة كلها، كما استخدم هذان المجرمان السلاح الفتاك نسه ضد قوات البيشمركة الكردية والانصار الشيوعيين العراقيين في إقليم كردستان في العام ذاته وأدى الى سقوط ضحايا وجرحى ومعوقين. لقد مارس الدكتاتور عمليات إبادة جماعية بحق الشعب الكردي. واليوم نتابع بغض وإدانة شديدة بدء النظام الطائفي الفاسد في العراق استخدام غازات سامة ضد المنتفضين على مظالم النظام وطغيانه. وبرهنت أحداث شهر تشرين الأول/أكتوبر ويومي الأول والثاني من تشرين الثاني نوفمبر 2019 إلى أن حكام إيران وأتباعهم في بلاد الرافدين لن يتورعوا عن ممارسة ذات الأساليب واستخدام ذات الأسلحة الفتاكة ضد شعبنا الصامد والمناضل. إذ أنهم بدأوا بذلك وهم يخططون الآن ويسعون من خلال كسب الوقت وانتظار الفرصة المواتية لتنفيذ المزيد من الجرائم بحق الشعب العراقي. واليوم وأمام أنظار العالم كله يستخدم النظام الطائفي الفاسد في العراق الغازات السامة معبأة بعبوات أكبر من حجم علب الغاز المسيل للدموع التي تستخدم عادة وعالميا، رغم تحريمها، والتي تصيب العيون بالتقرح وتسيل الدموع من المصابين بها، أي إصابات غير قاتلة عموماً، أولا، وتستخدم أنواعاً أخرى من الغازات التي لا تصيب العيون فحسب، بل تصيب الجهاز التنفسي وتعطله عن العمل وتصيب الرأس فتهشمه، انها غازات قاتلة جديدة تصنع في بلغاريا وصربيا، كما أشارت إلى ذلك منظمة العفو الدولية ذات المصداقية العالية. وقد أصدرت هذه المنظمة بياناً قالت فيه "ان خمسة متظاهرين قتلوا في بغداد بقنابل مسيلة للدموع "اخترقت جماجمهم" داعية العراق الى عدم استخدام هذا النوع "غير المسبوق" من قنابل الغاز المسيل للدموع والذي يبلغ وزنه عشرة أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تستخدم في العادة. وهي لا تستخدم لتفريق المتظاهرين بل إلى قتلهم...". وتشير المعلومات المؤكدة بأن اتباع الميليشيات الطائفية المسلحة التابعة لإيران، لاسيما قادة بدر وعصائب أهل الحق والخراساني وحزب الله ومجموعة اخرى من قادة "الحشد اللاشعبي"، هي التي تساهم بفعالية في استخدام هذا السلاح الذي جاءها من إيران أيضا وعبر قوات الحرس الثوري وفيلق القدس والبسيج، وهي كلها قوات إيرانية حصل المتظاهرون على هوياتهم الشخصية، كما عرضت تلك الهويات على شاشة التلفزة.

إن القوات العسكرية العراقية، لاسيما الجيش، يفترض أن تدرك بأنها جزءٌ من هذا الشعب، وان الشبيبة المنتفضة ضد النظام السياسي الطائفي والفساد هم اخوتهم أو أبناؤهم أو أخواتهم أو بناتهم وربما أمهاتهم أيضاً وأباؤهم، وان عليهم الدفاع عنهم بل والامتزاج معهم في النضال الشعبي ضد هذا النظام الدموي الذي داس على كرامة الوطن بأقدام القوات الأجنبية القذرة واعداء العراق الأوباش. ان حياة العراقيات والعراقيين أمانة في اعناق كل ضابط وكل جندي وشرطي في العراق وعليهم تقع مسؤولية حمايتهم وليس حماية تلك الفئران المذعورة من انتفاضة الباسلة والمحتمية بهم وبغيرهم في المنطقة الخضراء. هذه المنطقة التي تصدر منها المؤامرات ضد الشبيبة المنتفضة وعموم الشعب العراقي. ورغم الادعاء بعدم استخدام العنف، إذ بالأمس، 02/11/2019، وحده سقط المزيد من الشهداء في بغداد والبصرة أضافة الى العشرات من الجرحى والمعوقين في بغداد وما يماثلها في البصرة ومدن عراقية أخرى.

أيها المنتفضون البواسل، لم تعد التجمعات والتظاهرات اليومية بمئات الآلاف كافية لإسقاط النظام السياسي الطائفي الفاسد والمستبد بأمره وأمر علي خامنئي الذي يرفض قادته الفاسدون القبول بإرادة الشعب والتخلي عن السلطة، بل يفترض التوسع بالنضال واستخدام أسلوب الإضراب العام والعصيان المدني لأنهما ينسجمان مع المستوى الرفيع الذي بلغته الانتفاضة الشبابية من حيث الحجم والمشاركة من فئات الشعب الأخرى ومن حيث تبلور قيادة لها في بغداد وعمليات تنسيق مع بقية المحافظات العراقية، باعتباره الأسلوب الناجح للإطاحة بهذا النظام وعمليته السياسية الفاسدة. إن العصيان المدني بأشكاله المتطورة سيعجل تحقيق الانتصار على النخبة الحاكمة الباغية. إنها الأداة المجربة التي مارسها مهاتما غاندي في قيادة نضال الشعب الهندي السلمي للخلاص من الاستعمار البريطاني في أربعينيات القرن الماضي. وعلى قوى الانتفاضة السلمية تقع اليوم مسؤولية تطوير وتنويع وتنسيق وتوحيد أساليب وأدوات النضال وأهدافه النبيلة.

الانتفاضة الجارية في العراق لم تعد شبابية فحسب، وهو أمر مهم جداً، بل التحق بها المزيد من فئات الشعب ومن مختلف الإعمار ومن الذكور والإناث، التحق بها العمال والطلبة والمعلمون وأساتذة الجامعات والكسبة والحرفيين والكثير من موظفي الدولة الصغار والفلاحين تحت واجهات "عشائرهم". وإذا ما التحق بها أفراد القوات العسكرية العراقية بمختلف صنوفها فسيكون النصر المؤازر أكثر سرعة وضمانة. اجواء الانتفاضة في العراق تشير الى اتجاه تطور الأحداث بهذا الاتجاه التوسعي ونوعية جديدة متميزة لم يشهد مثيلاً لها عراقنا الحبيب والمستباح من قبل.

أكرر مرة أخرى وثالثة ورابعة لشعبنا المنتفض ما قاله كاظم السماوي:

وإذا تكاتفت الأكف فأي كف يقطعون         وإذا تعانق شعبنا فأي درب يسلكون

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-11-2019     عدد القراء :  2049       عدد التعليقات : 0