الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
حوارارت ونقاشات موضوعية مطلوبة مع المحافظات غير المنتفضة

منذ الأول من تشرين الأول/اكتوبر 2019 تتظاهر شبيبة وسكان محافظات بغداد وبقية محافظات الوسط والجنوب ضد النظام السياسي الطائفي الفاسد والفاشل باعتراف نخبه السياسية الحاكمة التي سجلت أرقاماً قياسية دولية في الفساد المالي والإداري والديني، وباعتراف المرجعية التي لا تزال تحمي وتساوم هذا النظام السياسي الدموي.

وعلى أهمية وعظمة هذه الانتفاضة الشعبية وصمودها وإصرارها على تحقيق النصر وتقديمها أغلى التضحيات البشرية من القتلة والجرح والمعوقين والمعتقلين والمختطفين والمغدورين الشباب، فأن جزءاً عزيزا من أبناء وبنات شعبنا بقومياته العديدة لا يزال بعيداً عن المشاركة الفعلية، باعتباره جزءاً عضوياً من هذا الشعب المتعدد القوميات، المؤثرة في مجرى ومسيرة هذه الانتفاضة، إذ لا يكفي التأييد الشعبي الشفاهي أو الكتابي الحار، بل المطلوب مشاركة شعبية جادة ومسؤولة في الانتفاضة، لكي يفرض المجتمع، كل المجتمع العقلاني غير الفاسد، على نظام الحكم في العاصمة بغداد الخضوع المباشر لإرادة الشعب وتقديم الاستقالة الفورية، لكي يبدأ السير صوب التغيير الديمقراطي المنشود.

لا شك يعرف الكثير منا العوامل المتباينة والفاعلة التي أعاقت حتى الآن مشاركة الشبيبة وسكان عدد من المحافظات العراقية، سواء أكانت في غرب العراق ونينوى، أم في إقليم كردستان. ولكن هذه العوامل بالذات تفرض على ثوار بغداد والوسط والجنوب تشكيل وفٍد يبدأ بخوض حوارات ونقاشات جدية ومسؤولة مع الشبيبة مع القوى والأحزاب والجماهير في تلك المحافظات. فسكان هذه المحافظات يشكلون أجزاء من المعاناة العراقية التي عمرها أكثر من خمسة عقود، لاسيما الأعوام ال 16 الأخيرة، حيث ورث النظام الطائفي الجديد والفاسد ارث نظام دكتاتوري مطلق حقير، نظام عسكري توسعي ودموي، ليضيف عليه المزيد من الشمولية الفكرية والسياسية والفساد والتمييز الديني والطائفي والخضوع للدولة جارة هي إيران. وبالتالي فأن الخراب العراقي هو عام وشامل ونتيجة منطقية لسياسات هذا النظام الداخلية والخارجية. لم يقتصر نضال الشعب العراقي يوما على جزء أو قومية واحدة منه، وسكوت بقية الأجزاء أو القوميات الأخرى. ولهذا فأن ما يحصل اليوم له أسبابه التي لا بد من العمل على إزالتها. هناك خشية غير مبررة، على حسب قناعاتي، مفادها، إن هناك من يسعى لإلغاء النظام الفيدرالي في العراق، والتي تجلت في موقف الحكومة ومواقف بعض المثقفين الذين عبروا عنها بمقالات أو تعليقات. أو بسبب ضغوط من قبل الميليشيات الطائفية الشيعية المسلحة المهيمنة على المحافظات الغربية ونينوى والتي تمنع شبيبتها من المشاركة في الانتفاضة.

من هنا اقدم مقترحي بتشكيل وفد من ثوار ساحة التحرير لزيارة المحافظات الغربية ونينوى وإقليم كردستان أو اللقاء بوفود منها في بغداد لمناقشة العوامل المعرقلة للوحدة النضالية المنشودة للشعب العراقي بكل قومياته العربية والكردية واتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية. السياسية العقلانية. علينا أن لا نستهين بهذه المسألة، اذ يعول النظام الطائفي الفاسد والعدواني على غياب الوحدة النضالية الراهنة في استنزاف قوى الانتفاضة وإضعافها عبر كسب المزيد من الوقت الذي منحته لها قواها الذاتية الفاسدة التي اجتمعت في بيت عمار الحكيم، والمرجعية الدينية التي تطرح خطبة كل يوم جمعة لتغيب اسبوعا كاملاً عن الساحة يَقتل النظام فيه المزيد من الشبيبة المنتفضة وجرح وتعويق المئات منهم أو اختطافهم ورض التخلي عن المشاركة في الانتفاضة بتوقيع تعهدات خطية مماثلة لما كان يفعله النظام البعثي الدكتاتوري مع معتقلي الرأي الآخر.

الانتفاضة الشعبية في سباق مع الزمن، وعلى المنتفضين تقع مهمة حلحلة جميع المعضلات التي تقف حائلاً في وجه جعل الانتفاضة عامة وشاملة لكل اجزاء الدولة العراقية، لكل المحافظات، لكل بنات وأبناء الوطن المستباح بالطائفية والفساد. أملي ان يناقش المنتفضون هذا المقترح بكل موضوعية وشفافية بأمل وهدف تحقيق الانتصار السريع لانتفاضة الشبيبة والشعب المقدامة، بإسقاط الدكتاتورية الدموية الجديدة وإنهاء سيطرة القوى الظلامية على الدولة بسلطاتها الثلاث.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 25-11-2019     عدد القراء :  2037       عدد التعليقات : 0