الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
دولة المافيات التحاصصية، لماذا ؟؟

كُتب و نوقش الكثير علناً عبر الفضائيات و توضحّت حقائق كثيرة لم تكن معروفة للكثيرين إثر انتفاضة تشرين الباسلة التي كشفت الكثير من الحقائق و غيّرت منطق و طرح حتى متنفذي العملية السياسية . . كشفت عن تغلغل الدوائر الإيرانية في الدولة العراقية و في أنواع متعددة من الفصائل و الميليشيات المسلحة، حتى صارت دوائر إيرانية هي التي تدير الدولة و العملية السياسية التحاصصية الجارية في البلاد، بزيادة و نقصان الاّ أنه تدخّل مستمر. .

و يرى وزراء و سياسيون مسؤولون و نواب برلمانيون، سابقون و لاحقون أثر الانتفاضة . . بأن الحصار و الضغوط الاقتصادية الأميركية و الغربية على إيران و تصاعد الخلافات الأميركية ـ الإيرانية المهددة باشعال صدامات عسكرية في المنطقة و في العراق خاصة، إضافة الى نظريات التوسع الإقليمي اللاهوتية و الطائفية للدوائر الإيرانية، التي ترى فيها وسيلة لمواجهة الأخطار التوسعية الإسرائيلية ـ الأميركية، على حد تعبيرها و وفق وجهة نظر قسم منها، إضافة الى خطط دوائر مالية إيرانية تهدف الى إخضاع دولنا الى نظامها الاقتصادي، لتحقيق أعلى الأرباح لها على حساب أمن و نمو و رفاه شعوبنا و دولنا بشتى الطرق، بلا اهتمام بمصائر و حياة شعوب المنطقة : عربية و كردية و بألوان طيفها الديني و القومي و المذهبي، و شكّلت لكل ذلك ميليشيات . . يرون بأنها قد شكّلت الأسباب الرئيسة فيما يجري.

و على أرضية أيديولوجية مُختارة مجمّعة و محوّرة من أفكار منظمات تكفيرية إسلاموية تكسّرت و تتكسر أمام واقع و تطورات حياة عالم اليوم . . من ضمان (الجنة في السماء في حياة فانية)(1) ادّت الى إهمال الخدمات و الكهرباء و الماء الصالح للشرب و الصحة و التعليم، لأنها (لامعنى لها في حياة فانية) . . بل و ذهبت أبعد في قتل الميليشيات و هدرها دماء و جرحى و معوقي عشرات الآلاف من شباب تشرين المطالبين بالحقوق الإنسانية، رافعين شعار " نريد وطن " و " هايه شبابك ياوطن هايه ، ضحّت بدمهه و رفعت الراية".

بل و وصلت لا أباليتها بحياة الشباب و بحياة عموم الشعب باطيافه و بضياع الملايين في معسكرات النزوح، بأن وضع تحقيق سقوط الموصل و ضحايا مذبحة سبايكر على الرف، و لم تجرِ محاسبة و معاقبة كبار المسؤولين عن تلك الجرائم الجماعية، عدا معاقبة مسلكية خلف الكواليس لأفراد . .

و يرون بكونها أيديولوجية استغلت الدين و المذهب لبناء و تحويل جماعات الى عصابات لصوص و قتلة، لتحقيق أهدافها هي، و خرجت عن الآيات القرآنية في نجدة الضعيف و خدمة الناس، و عن أقوال الرسول محمد في " خير الناس من نفع الناس " و وصايا الإمام علي الخالدة في : " لو كان الفقر رجلاً لقتلته " و " إعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً و اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً " . .

و رَكَبتْ قياداتها فتاوى المرجعية الدينية العليا للسيد السيستاني و ادّعت بها و أساءت لمكانتها و سمعتها . . و ركبتْ النضال الدامي البطولي لفصائل الحشد الشعبي و شهدائه الأبرار في مقارعة داعش الإجرامية و تحطيم دولتها . . لتدّعي بأنها هي الحشد، حتى أوصلت نواباً الى البرلمان بأساليب التهديد و الوعيد و الاختطاف، على حد تعبير نواب سابقين على الفضائيات، لتكون هي الحاكمة الفعلية عملياً (وفق الدستور).

بعد أن تحوّلت المحاصصة الطائفية و العرقية في أقصى العراق الى أقصاه، التي رُسم لها تحقيق السلم المجتمعي إثر سقوط الدكتاتورية الى محاصصة عصابات عابرة للطوائف و الإثنيات وفق مصالحها المالية و فسادها الإداري و بأنواع الاتفاقات الخفيّة بينها، و تحكم بالقوة المتفننة التي لا يردعها لا قانون و لا دستور و لا مؤسسات دستورية، و (باسم الدستور و القانون)، تعيد الى الأذهان ماقاله الدكتاتور الدموي (القانون ورقة يوقعّها صدام حسين) بعد أن صار في البلاد أكثر من صدام واحد.

(يتبع)

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 08-07-2020     عدد القراء :  1653       عدد التعليقات : 0