الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
..والمحرضون على التحرش

أطالب فى هذا الشأن بأن يعامَل المحرض على التحرش معاملة الفاعل الأصلى، بل ويستحق من العقوبة أشد منه، فربما كان بتحريضه هذا قد دفع صاحبنا إلى التحرش ولم يكن يوماً كذلك، ووجد فى رأيه سنداً وقد كان منصرفاً عنه، وتنبيهاً وقد كان بعيداً عن خاطره وضميره، ولما يكون هذا التحريض وهذه الإجازة من مشايخ، فيا فرحة لقاء المتحرش بصاحبة البخت الأسود. وأكاد أقسم أن هؤلاء المشايخ قد سهّلوا وأباحوا للرعاع من القوم ارتكاب هذه الفواحش، وصرحوا ورخّصوا للذئاب البشرية هذا الفعل الرخيص، وما دام هؤلاء قد أباحوا من قبل نهب أموال الناس بالباطل تحت راية الفتوحات والغزوات، وسبى النساء ومضاجعتهن دون رضا تحت عنوان «أحقية المسلم فى الاستمتاع بالأسيرات لإذلالهن»، وسرقة أموال غير المسلمين لتمويل الجهاد تحت باب «الفىء»، ونكاح الطفلة الرضيعة لضمان عفتها، وضرب المرأة لتأديبها، وقتل الأبرياء والأسرى، وجهاد النكاح للترفيه عن المجاهدين، فلا عجب إن أباحوا التحرش بالنساء فى الشوارع، وملاحقتهن وملامستهن، بل والقيام بالفعل الفاضح فى الطريق العام، وخدش الحياء، ويصبح كل هذا فخراً واعتزازاً ورجولة.

فهذا كبيرهم الذى علمهم السحر، يسحر قلوب المستمعين والمشاهدين بمعسول الكلام، ويعلن على الملأ دون خجل «أن المرأة فى تبرجها إلحاح منها فى عرض نفسها على الرجل، وتلفت نظره لها، وهن يعرضن أنفسهن عرضاً مهيجاً مستميلاً ملفتاً» وكأن الشيخ الجليل قد أعطى الرجل حقاً للتحرش لا يتنازل عنه، ولا يحاسب على فعله، فكيف تعرض البضاعة على المشترى دون ثمن ويرفضها ولا يقبلها؟ وكيف لا يقبل عليها يتفحصها ويتفعصها، كما كان يتفعص أجداده الجوارى فى سوق النخاسة؟ كم من جريمة تحرش ارتكبت تحت هذا العنوان حتى الآن؟ وهذا غيره من كبار المشايخ يعلن «أن المرأة السافرة قد سحبت رخصة العفة من نفسها» وأسقطت رخصة الحماية عنها، ، وعلى الوحوش الكاسرة سحب ملابسها فى الشوارع وتعريتها وفحصها، فقد أصبحت مستباحة ومباحة ومحللة للجميع، وأسوارها وأبوابها وقلاعها مفتوحة للغزاة.

وهذا الأزهرى المعمم «مجانص» الذى يطفح فجراً على صفحته، ويحرض على التحرش ليل نهار، ويخاطب غرائز الشباب، ويعاتب كل من يرى من الشباب سافرة تهيج ذكورته ولا يتركها، هذا الأرعن المراهق حامل عمامة الإسلام لا يغض الطرف ولا يكبح جماح نفسه، ويتركها تهيج على كل امرأة تعبر أمامه كالوحش الكاسر، ولو كان معافى وسليماً، كما الرجال، ما استباح لنفسه كل هذا الفحش، ولو كان فى دولة تحترم القانون لكان خلف أسوار حدائق الحيوان، لخوفنا من ذكوريته على نسائنا، وأخيراً هذا الروائى «أشرف.. »، ولا داعى للإشارة إلى عائلته حتى لا نصنع ماخوراً آخر، حين يعلن على صفحته «أن الرجل اللى يشوف مرة حلوة، ولا يثار جنسياً بزعم أنه رجل متحضر، لا يفكر بنصفه الأسفل، فهو كلمة واحدة كدة «ما يعرفش»، ومحتاج يكشف عند دكتور، فأنت يا هذا ومَن على أخلاقك وأدبك تحتاجون لعلاج من هذا المرض اللعين الذى أصابك وأمثالك فى رجولتك وإنسانيتك، فربما تعود بعد العلاج رجلاً عاقلاً محافظاً على القيم والأدب الإنسانى، رشيداً تحترم القانون والنظام، فمثلك فى بلاد أخرى تقيد فى سلاسل بعيداً عن بنى البشر الأسوياء.

التحرش يا مشايخ الغبرة، ليس فيه تحرش شرعى وآخر غير شرعى، هو اعتداء على حرية وأمن وسلامة المجتمع، ولا مبرر ولا دافع ولا ذريعة لارتكابه، ليس بطول أو قصر الفستان، أو عريان أو محزق أو كاشف أو واصف، كل هذه المسميات هى التى أباحت لهؤلاء المحرضين من كلاب الشوارع أن تنتهك آدمية النساء فى الشوارع، وفتحت الباب لكل حاقد أو موتور أو مريض أن يتجرأ على القانون وعلى النساء، فى الدول المتقدمة تعتبر مواقعة الأنثى دون رضاها اغتصاباً، حتى لو كانت الزوجة نفسها، ويكون السؤال دائماً وهو البداية: «هل رفضت أو قبلت؟» بل حتى لو كان برضاها وموافقتها وهى قاصر «تحت السن القانونية» يعتبر اغتصاباً أيضاً، كذلك ملاحقة الأنثى بالنظر تحرش، المتابعة تحرش، واللمس أو المحاولة أو التلصص تحرش، ونحن فى بلادنا ندفع الشباب للتحرش بالسافرات وغيره لأنهن قد تنازلن عن العفة.

سيادة النائب العام، هذا بلاغ أرفعه إليكم على مرأى ومسمع من الجميع، كل من يحرض على التحرش بالرأى أو بالموافقة أو الإباحة أو الإجازة لا بد أن يقدم للمحاكمة فوراً، فلا يمكن أن يتم القبض على بعض البنات يقدمن بعض الرقصات بجهل أو بدون على شبكة التواصل الاجتماعى وقد كان من باب أولى لفت نظرهن بدلاً من الفضائح وضياع مستقبلهن، وحبسهن بتهمة التحريض على الفسق، ونترك هؤلاء المشايخ يدفعون الشباب دفعاً للتحرش بنسائنا، ويحرضون عليه على شبكة التواصل الاجتماعى. حاكمو ا هؤلاء فوراً قبل أن يستفحل الأمر وينتشر التحرش الشرعى كالحجاب فى شوارعنا.

السيد وزير الداخلية لا بد من ملاحقة المتحرشين فى الشوارع فوراً وتقديمهم للمحاكمة السريعة، وأرجو أن تفتحوا الأبواب فى الأقسام لاستقبال بلاغات التحرش، على أن تتولى هذا الأمر ضابطات الشرطة، وأن تتم الإجراءات فى سرية حفاظاً على سمعة بناتنا، دون النظر لاعتبار الزى والحجاب والموعد والمكان، التحرش تحرش سواء كان صباحاً أو فى منتصف الليل، بنقاب أو بحجاب أو بشورت أو بلوزة عارية كاشفة واصفة، هؤلاء المتحرشون والمحرضون مكانهم خلف الأسوار.

"الوطن" القاهرية

adelnoman52@yahoo.com

  كتب بتأريخ :  الجمعة 10-07-2020     عدد القراء :  1962       عدد التعليقات : 0