الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
تعددت المبادرات لحل الازمة العراقية.. ولكن

تلاحقت الاطروحات السياسية من قبل الكتل التي ساهمت بحكم العراق منذ سقوط النظام عام 2003 وكانت في الاغلب كأنها في حالة تزاحم على اللحاق بالعربة الاخيرة بعد ان بدأ قطار المغادرة بالتحرك. ظناً منها ان في ذلك الافلات من اعصار جارف تلوح نذره في الافق.. ربما يوجد شيء من هذا القبيل.. كانت بعناوين مختلفة شكلاً الا ان معظمها تتشابه مقاصدها.. ظاهرها معالجة ازمة النظام المستعصية.وجوهرها غير ذلك.اللوحة تبدو تشكيلية تُضحك وتُحزن.. فالذين كانوا طيلة الفترة الماضية سبباً بتدهور وفساد وخراب الامور، نراهم اليوم يتسابقون بالادعاء لاصلاح مخلفاتهم، التي غير قابلة لاي ترميم مثل ما يبتغون. انما ادراكهم بان استمرار الامر على ما هو عليه يعني الاعصار المتوقع هم اول من يطالهم، وصار شعورهم يحس بقرب قيام الكارثة. فغدا دافعاً لطرح مبادرات تقتصر على مجرد {عناوين } لم تُلمس مفاعيل مضامينها.. غير انها رامية الى التمترس خلف دعوات لا تمت للتغيير باية صلة، بل هي عبارة عن استنفار لبناء " خط صد تحالفي انتخابي" هذا اذا ما تم طبعاً .. املاً ان يقيهم حساب الشعب الغاضب.

   من يطلع على ما طرحه السيد { الصدر } " حماية الدين والمذهب وترميم البيت الشيعي" وكذلك ما جاء بمبادرة السيد {عمار الحكيم} " كتلة عابرة للطوائف " من ثم يعقبه السيد{ حيدر العبادي } بطرح " وثيقة شرف " واخيراً لحق بهم السيد { مصطفى الكاظمي} داعياً الى " حوار شامل " ايضاً، وبالخلاصة لا يجد المطلع ماهو متلامس بصورة مباشرة مع الاصلاح والتغيير الذي تطالب به الانتفاضة، وانما يذهبون الى ضواحي الخراب الذي حل بالبلاد وطلقون عناوين سعيهم المكرسة لملمت شتات انصارهم، الذي كان من افرازات الانتفاضة . بمعنى انهم يحاولون قدر المستطاع الابتعاد عن طرح السبل الجدية المباشرة لتغيير الحال المزري الذي يعيشه الشعب العراقي. بل يعدون امورهم لمواجهة التغيير القادم لا محال.

   وعند القراءة المتمعنة لهذه الطروحات يتم الكشف عن خلفياتها وبها يتضح ان البعض يطرحها بدافع ارضاء ومجاملة لقوى الاسلام السياسي املاً بان تأتي الى مربعه وبالتالي يمسك عتلة الزعامة. وبالتفسير الشعبي { يحوز النار لكرصته ـ لرغيفه } ليس الا. والاخر يركب الموجة بغية تبرئة نفسه من مشاركته في خراب البلاد اي " يا روح ما بعدك روح " والبعض الاخر يريد الاصلاح من خلال المناشدة المجردة وحتى يبدو مترجياً من الفاسدين القيام بالاصلاح. فلا تعدو اطروحته عن كونها " النفخ في جربة فارغة " ولا يجرؤ على تحديد نمط التغيير وماهي ابعاده الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتطلبها عملية المعالجة الجذرية التي لاتقبل التأجيل.

   ومن دواعي التوازن في تقييم الاطروحات التي تصدر عن القوى السياسية العراقية لمعالجة الاوضاع المتردية في البلد، يقتضي ان تُسلط الاضواء على ما يطرح من معالجات موضوعية جديرة بفعل التغيير وبتفاصيل ملموسة ولم تكتف بالعناوين فقط، كالتي ذكرناها آنفاً. لناخذ عينة متميزة من تلك الاطروحات حيث نجدها برسالة { المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي } التي قُدمت الى السيد "مصطفى الكاظمي" في 11 تموز 2020 . والتي تجلت بثلاث نقاط اساسية منطوية على معالجات موضوعية صائبة، مع انها ليست بالهين على السيد رئيس الوزراء التجاوب معها في ظل وضعه المتردد الحالي : وهي : 1 : تقديم الرؤية والمنهج، 2: توفير متطلبات نجاح عملية الاصلاح والتغيير، 3 : الاصلاح والتغيير ضرورة وليسا خياراً والزمن ليس مفتوحاً... لهذة الرسالة ديباجة وخاتمة مهمتين.. متاح الاطلاع عليها في موقع الحزب ..

  كتب بتأريخ :  الخميس 17-12-2020     عدد القراء :  1824       عدد التعليقات : 0