الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
عراقيو الخارج والتضامن مع الشعب

   دأب عراقيو الخارج منذ أجبرتهم الظروف على مغادرة الوطن، على القيام بفعاليات تضامنية متنوعة مع أهلهم في الداخل وفضحا لممارسات النظام الدكتاتوري القمعي في زمن البعث ومن ثم ما ظهر من ممارسات دنيئة لحكام الاسلام السياسي وما ترتكبه ميليشياتهم من جرائم بحق الوطنيين وبمناسبات شتى، وإستطاع العراقيون المنفيون عبر تلك الانشطة من إيصال صوت الشعب ومعاناته الى أعلى الاجهزة الحكومية والشعبية في الدول التي يعيشون فيها، وكان من أبرز تلك الفعاليات هو القيام بتظاهرات أو إعتصامات تضامنية جلبت الكثير منها إنتباه أجهزة الاعلام المختلفة وعموم مواطني الدول التي إضطرتهم الظروف للعيش فيها وصولا الى ممثلي أحزاب في البرلمانات وحتى مسؤولين رسميين، لكن مع إجتياح (Covid -19) لدول العالم كافة وإضطرار الحكومات لتقليص أعداد التجمعات البشرية وإلتزام الكثيرين من الناس، عراقيون وغيرهم، بتعليمات التباعد الاجتماعي، أدت الى توقف تلك الفعاليات التضامنية رغم إشتداد القمع في الفترة الاخيرة من قبل أجهزة السلطة القمعية أو من خلال الممارسات المدانة للميليشيات المنفلتة وغير ذلك من أشكال الاضطهاد والعسف والقمع، الى جانب ما يعانيه الشعب من مآسي جراء سياسات القوى المتنفذة وتغلغل الفساد في كل مرافق الدولة والمجتمع عموما، كل هذا يستدعي التفكير جديا بإيجاد وسائل أخرى للتضامن مع الشعب قد تكون معروفة سابقا عند الجميع ، أفراد ومنظمات مجتمع مدني، لكني لا أعرف سببا لغيابها الان ، لذلك أدعو الى إعادة اللجوء لتلك الفعاليات التضامنية وإبتكار غيرها ، وما أقصده بتلك الفعاليات هي :

   * الاتصال بالمنظمات الانسانية والحقوقية المعنية بالتضامن مع الشعوب، عن طريق مراسلتها عبر البريد الالكتروني أو أية وسيلة إتصال أخرى متاحة وشرح ما يجري في الوطن معززا بالصور أو أفلام الفيديو الصحيحة والطلب اليها بتفعيل تضامنها مع الشعب العراقي .

   * الاتصال بالاحزاب والمنظمات السياسية ـ اليسارية تحديدا ـ وأيضا عبر الاتصال غير المباشر (تلفون أو الكترونيا أو غيرها) وشرح معاناة الشعب للحصول منها على موقف رسمي ممكن نشره في وسائل الاعلام المختلفة وإيصال نسخ منه الى السلطات العراقية المعنية .

   * الكتابة الى الصحافة ووسائل الاعلام الاخرى عن الاوضاع العراقية ومعاناة الشعب مع تعزيز ذلك بأدلة صحيحة ملموسة كالصور أو الوثائق الرسمية ، لغرض فضح السلطات القمعية وتحشيد رأي عام عالمي يدين تلك الممارسات وسلطاتها للضغط من أجل الكف عن الايغال بتلك الافعال المشينة  .

   * الاتصال بالجهات الحكومية الرسمية كل في بلده مثل وزارات الخارجية والتجارة والصناعة والبرلمانات المحلية والوطنية وأية جهة قد تكون لها علاقات رسمية مع مثيلاتها العراقية، لأجل إطلاعها على حقيقة ما يجري في الوطن والطلب إليها الضغط على الحكومة العراقية لايقاف تلك الافعال الاجرامية وصولا الى التهديد بقطع وسائل التعاون بين الجهات الرسمية بسبب تلك الجرائم والممارسات المشينة التي ترتكبها أجهزة السلطة القمعية والقوى المتنفذة الفاسدة وتعريتها أمام الرأي العام العالمي .

   إن كل تلك الفعاليات لا تتطلب جهدا إستثنائيا بقدر ما تحتاج الى دوافع ورغبات إنسانية في مساندة نضال شعبنا في الداخل ضد كل أشكال القمع والفساد والجريمة المنظمة ، ولأجل مواصلة النهج الذي أختطه عراقيو الخارج ومنظماتهم في التضامن مع الشعب وتأكيد عراقيتهم التي يحاول الفاسدون نزعها عنهم بالاكراه.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-01-2021     عدد القراء :  2436       عدد التعليقات : 0