الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
سيناريو الإنتخابات المبكرة

   أعلنت بعض الكتل في أكثر من مناسبة إنفرادها بقيادة العراق، معتمدة على زعامة اوجد اجندتها وساعد على تموضعها في مواقع صنع القرار المحتل الأمريكي وحلفاءه ، رغم إدراكهما أن أغلب الكتل لم تخوض مع جماهير شعبنا نضالا طويلا ضد الانظمة الرجعية والدكتاتورية من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية والحياة الحرة الكريمة، ومع هذا ساعداها في التمركز في المراكز الادارية والامنية، فإنتهزوا هذه الفرصة لزرع مؤيديهم ومحسوبيهم فيها. خادعين بسطاء الناس ببهرجة المواكب الحسينية بكونهم رجال دين وسياسة. يسعون إلى قطع دابر المظلومية الطائفية، لكنهم وبعلم المحتلين ضموا كل ما وصلت اليه أيديهم من أموال منقولة وغير منقولة لصالحهم. متناسين مظلومية الطوائف. تاريكين الشعب يزداد فقرا، في ظل الفساد الذي إنتشر خلال حكمهم، وكأن التغيير جاء ليقوقعهم في قصور المنطقة الخضراء بعيدا عن الجماهير . ولم يكتفوا بذلك، بل شمل إستيلاءهم ومحسوبيهم على ألاملاك المنقولة وغير المنقولة لمكونات شعبنا العرقية، وبصورة خاصة المسيحيين والصابئة المندائين منها، مما إضطر الكثير منهم الى الهجرة الى أماكن آمنه داخل العراق، بينما لعبت رسائل التهديد وخاصة في الوسط والجنوب دورا في جعل البعض، وفي بداية الإحتلال أن يهجرو أرض أجدادهم وآباءهم .

   لقد إتسعت فرحة الأحزاب الإسلامية التي نُصبت على العملية السياسية عندما أقترح عليهم المحتل نهج المحاصصة الطائفية، كصيغة يتم بها توزيع المناصب الحكومية، وتقسيم الكعكة فيما بينهم فحسب. وبتخطيط امريكي ودول الجوار، إعتمدوا رجال أغلبيتهم عديمي الكفاءة والنزاهة في حكومات متعاقبة. ومع إنعدام تماسك تلك الكتل واﻷحزاب الحاكمة وتناقض ولاءاتها الخارجية، أضحت أهم تهديد موجه ضد إستمرارهم في الحكم. فأثار شباب تشرين مع جماهير شعبنا ضرورة تغيرهم عبر اجراء إنتخابات برلمانية مبكرة، ديمقراطية وشفافة بضمان شروط نزاهتها الملزم بتصفية ذو النفوذ في مواقع القرار وميليشياتهم المنفلتة، ومحاسبتهم على ما إقترفوه بحق الشعب والوطن، دون ضجة بينهم والجماهير الشعبية المتلزمة سلميا بنهجها المطلبي، وعن طريق الإنتخابات المبكرة يجري بشكل سلمي كنسهم من مواقع القرار ، وإحلال رجال نزيهين ذو مؤهلات أكاديمية كفوءة صعدوا لقبة البرلمان من الأحزاب والحركات المدنية والعلمانية التي ستأخذ على عاتقها كشف ومحاسبة الفاسدين منهم، ومن تعرض للشباب المنتفض بالقتل والخطف، وجعل ذلك امرا واقعا يمزق مخطط (ما نعطيها).

   ومع التخاذل في الإيفاء بالوعود أضحت مسألة المساهمة في تحشيد الجماهير الشعبية لخوض الإنتخابات المبكرة، قضية وطنية لا نكوص عنها، خاصة وإن الحكومة الحالية تحاول لوقوف على مسافة واحدة مع الكتل والاحزاب المهيمنة تحاصصيا على مواقع القرار ، و الواقفة ضد التغيير والإصلاح، ولكون الحكومة الحالية محتاجة لسند طائفي يدعم نيتها في خوض الأنتخابات المبكرة ومواصلة حكمها، فقد تهادنت معها، وأطلقت الوعود للبعض من قادة إنتفاضة تشرين لتنفيذ مخططها الذي سيوقعهم في مخالب المحاصصة، ليتم التنازل عن الأهداف الشعبية، سيما وإن صفقة تأجيل الإنتخابات المبكرة قد اصبحت واقعا ملموسا بعد أجتماع الرئاسات الثلاث والمعنين بإقامتها، بحجة إتمام عملية تحويل هوية الإنتخاب الى الهوية البايومترية لضمان عدم تزييفها وإجراءها بشكل ديمقراطي نزيه كما يدعي البعض من الذين وسعوا إستعداداتهم لشن هجوم تخمد به هبة الجماهير نحو الإنتخابات المبكرة لحفظ مواقعها في قيادية السلطة. سيما وإن الحكومة الحالية إستبدلت بناء العراق ومستقبل الأجيال بالخطب والشعارات واعطاء المواعيد لمن ثار ضد الفساد من التشرينيين. فهي لا زالت تجند ضعاف النفوس وخطباء المواكب الدينية لالقاء خطب البكاء واللطم لينالوا بعدها آلاف الدولارات، بينما الوطنيون بكل اريحية وهمة يواصلون رفع أصواتهم عالية في المنابر هادفين التغير والإصلاح ومن أجل الحرية والديمقراطية والعدلة الإجتماعية، ويقومون بعقد الندوات التي يدعون فيها الى ضرورة حث من يملك شروط الانتخاب لتجديد هوية الإنتخاب وتحويلها إلى البايومترية دون مقابل، لان بناء مستقبل الناس ,وإسعادهم اهم من التسابق والعراك حول المناصب والغنائم. ولتمويه الحقيقة، تشكلت أحزاب جديدة عديدة تحت أسماء متنوعة لخوض الانتخابات المبكرة، رافعة لشعارات ثورة تشرين، كفخ بغيض يراد به خداع الجماهير الشعبية وإلغاء جهودها الرامية لترتيب البيت العراقي، وإقصاء من يحاول صيانه الولاء للمحتل ولدول الجوار، وتحويل الإنتخابات المبكرة الى معركة سياسية متواصلة بينهم وبين الجماهير الشعبية .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 20-01-2021     عدد القراء :  1833       عدد التعليقات : 0