الانتقال الى مكتبة الفيديو

 
القمم العربية ماذا جنت شعوبنا منها..؟

   تمضي السنون وشعوبنا العربية ترى وبشعور ملتهب ازاء حكامها الطغاة و الجهلة اوالسرّاق، الذين جاءت بهم الظروف والاضطرابات والصراعات السياسية والقومية والاثنية. هؤلاء الحكام الفاقدون للروح الوطنية والجاهلون الناكرون لنسب تراب ارض الاجداد والاباء. غير ان المؤمل حينما تحكم الظروف ويتواجد بعض الحكام الذين يتوسمون بشيء من المشاعر والمسؤولية الانسانية ويقدمون على تجسيد طموحات شعوبهم الملحة. وبدافع الوفاء الخالص، بعيدين عن الاجندات والتأثيرات الخارجية وكذلك من غير المغمورين بالحس العنصري والتعصب الاثني.. حينها تنفرج صدور المواطنين ويجتاحها السرور والامل المرتجى ويتطلعون خيراً .

   لا نريد ان ننبش التاريخ الماضي وما ذاقته شعوبنا، من ويلات جراء دسائس ومؤمرات شتا، لم تكن ببعيدة عن مخلفات " مؤتمرات القمم " التي سبق ان تمخضت عن مزيد من الفرقة واتخذت قرارات بعزل هذا والتمحور ضد ذاك من الدول العربية، كما جرى لمصر وسورية. والتي كانت محاولة مقيتة لم تجن شعوبنا منها سوى بث الفرقة بين ابناء شعوبنا العربية. ولكن بقدر ما نريد التاكيد على مفاتيح التلاحم الصادقة بين بلداننا وشعوبنا، وليس بمجرد التقارب بين الانظمة المتمثلة بالاقلية الثرية الحاكمة. انما بمدى انعكاس منافعها على تحسن حياة الناس المعيشية والانسانية العادلة. وبخاصة الاوضاع المزرية للقوى المنتجة للخيرات المادية " الطبقات الكادحة "

   وتدفعنا القناعة الى الاشارة المؤكدة على الزام خلق التنمية وتكريس الجهود لتحقيق طموحات اوسع الجماهير. وعدم احتكار معطيات مخرجات القمم لصالح اصحاب رؤوس الاموال والتجار والسماسرة والفاسدين والقلة المهيمنة على النفوذ والثروات الوطنية المنهوبة بهذا الشكل او بتلك الصورة. هذا اذا اوجزنا الغاية بالمنافع الاقتصادية. غير ان بلداننا تتعرض اليوم الى التجاوز على امنها القومي وامنها الماءي تحديداً.. فلا يجوز لقمة عربية صغيرة او كبيرة، ان تهمل الجانب الامني والعسكري الذي بات في هذه المرحلة يتميز باهميته البالغة في حقيبة الحلول، وعليه ان ياخذ التعاون العسكري اولوية لحماية مصالح وسيادة بلداننا من التجاوزات الخارجية تحت اية ذريعة كانت .

   ان ما يلح علينا بالاشارة اليه. هو انعكاس لما جنته شعوبنا من "القمم العربية" السابقة، والتي في جملة جوانبها يصل الامر الى تعزيز غنى الطبقات الحاكمة وحواشيها وفي ذات الوقت زيادة افقار الجموع الغفيرة التي تشكل الاغلبية من السكان. كما لم تلمس اية معالجات للحد من التجاوزات على مصالح شعوبنا الوطنية التي تتربع على قارعة طريقها {القضية الفلسطينية} . ومن المؤكد لا يوجد وطني منصف لم توجعه معاناة الشعب الفلسطيني من جراء الاحتلال الاسرائيلي المدان عالمياً. والمفترض ان يكون امره على رأس اولويات " القمم العربية " ولا ينبغي ان تاتينا مفاعيل وخلاصة جهود هذه اللقاءت اوالقمم، بصيّغ متغيرة بمعادلة مقلوبة لصالح الطبقات {الاقلية الحاكمة} .

   عند انعقاد اية قمة بين الدول العربية تنشد شعوبنا من خلالها الاصلاح، بمعنى تتطلع لنتائج تتلامس مع حاجاتها الضرورية، التي لا تقتصر على الامور الحياتية المباشرة، التي لها الاولوية ، ولكن لم تغب عنها المصالح الوطنية العامة وبخاصة السيادة التي وصل خرقها من هب ودب و{على قفى من يشيل} على حد المثل المصري. بمعنى قد تولاها الرخص والابتذال. والادهى من ذلك يلاحظ ان بعض المرتزقة من ابناء شعوبنا العربية للاسف الشديد لا يتوانون عن حمل السلاح للدفاع عن مصالح دول اجنبية تحاول اعادة امبراطورياتها التي طواها التاريخ على حساب شعوب هؤلاء المرتزقة بالذات. وهنا على القمم ان تعنى بهذه الحالة وتكرس لها جهداً مناسباً لدرأ مخاطرها.

   ملاحظة: نأسف لتأخر نشر هذا المقال غداة انعقاد القمة الثلاثية في بغداد حيث اخذتنا هموم اخرى مع ان المقال كان جاهزاً

  كتب بتأريخ :  الجمعة 02-07-2021     عدد القراء :  1956       عدد التعليقات : 0